دخلت الأزمة بين روسياوجورجيا منعطفاً جديداً أمس، بعد إعلان الأجهزة الأمنية الروسية عن اعتقال جاسوس عمل لمصلحة الأجهزة الخاصة الجورجية، وتضمنت اعترافاته تفاصيل خطرة عما وصف بأنه"دور جورجي في دعم مجموعات المسلحين الانفصاليين"في منطقة القوقاز. وسارعت جورجيا الى نفي هذا"الاتهام السخيف والاستفزازي"من جانب الروس. وقال مصدر في هيئة وزارة الأمن الفيديرالي الروسي أمس، إن السلطات الروسية اعتقلت أخيراً مواطناً روسياً من أصل جورجي اسمه رمضان توركوشفيلي، قدم اعترافات تفصيلية عن عمله لمصلحة الأجهزة الخاصة الجورجية لفترة طويلة. ونقلت وكالة انباء"إنترفاكس"عن مصادر الأجهزة الروسية أن نتائج التحقيق مع الجاسوس دلت إلى تورط الأجهزة الخاصة الجورجية بدعم وتنسيق عمل مجموعات انفصالية مسلحة مسؤولة عن عدد كبير من الاعتداءات الإرهابية في منطقة القوقاز جنوبروسيا، عموماً، وفي جمهورية أنغوشيتيا الذاتية الحكم في شكل خاص. ومن بين التفاصيل التي أعلنتها المصادر الأمنية الروسية أن تركوشفيلي نظم الاتصال وتزويد المقاتلين بالأسلحة والعتاد عبر منطقة وادي بانكيسي الحدودية مع جورجيا، وتمكن المسلحون بالاعتماد عليه من شن هجمات كبرى عدة مرات كان أضخمها في العام 2004، عندما تعرضت أنغوشيتيا لهجوم شامل سيطر خلاله المسلحون على مناطق واسعة قبل تدخل مكثف من جانب قوات فيديرالية. وأشارت المعطيات الروسية إلى أن المهمات الأساسية التي كلف بها تركوشفيلي هي إيجاد قنوات اتصال بين الأجهزة الجورجية والمجموعات المختلفة الناشطة في جنوب القوقاز، وأيضاً إقامة شبكة علاقات مع موظفين في وزارة الداخلية الروسية وشرطة المرور، من أجل تسهيل عبور إمدادات من جورجيا إلى مناطق تمركز المقاتلين في مناطق عدة من القوقاز، إضافة إلى تكليفه بجمع معلومات عن التحركات العسكرية الروسية في المنطقة. واعترف الرجل بأن شخصين كانا يتوليان الإتصال به من جورجيا أو من عواصم أوروبية أحياناً. اللافت في توقيت الإعلان عن اعتقال الجاسوس أن ذلك تزامن مع وجود وزير الخارجية الجورجي تيمور ياكوباشفيلي في موسكو لبحث اقتراحات حول تسوية الوضع مع إقليم أبخازيا الساعي إلى الاستقلال عن جورجيا، كما جاء تفجير هذه القضية بعد مرور يومين فقط على تولي المدير الجديد لهيئة الأمن الفيديرالي الروسي الكسندر بوتنيوكوف منصبه في إطار التعديلات الأخيرة في هياكل السلطة والأجهزة الأمنية. واعتبرت جورجيا أن توقيت هذا الإعلان يعكس توجهاً روسياً الى التصعيد خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً أن التطور أعاد إلى الأذهان فترة الحرب في الشيشان عندما كانت موسكو تتهم الجورجيين بتقديم أشكال عدة من المساعدات العسكرية والطبية إلى الإنفصاليين في الجمهورية القوقازية عبر منطقة وادي بانكيسي ذاتها الذي يجري الحديث عنها حالياً. ورأت مصادر أمنية جورجية في الاتهام، تلويحاً خطراً، لأن موسكو كانت وجهت ضربات جوية في السابق إلى مواقع في هذه المنطقة بذريعة استخدامها من جانب انفصاليين شيشان.