يبدو أن الطلاق بين النجم البرازيلي رونالدينيو وبرشلونة، وصيف بطل الدوري الاسباني لكرة القدم، بات امراً واقعاً مع الإعلان الجمعة الماضي عن تعرض اللاعب لإصابة جديدة سينتهي معها وبنسبة كبيرة موسمه. ومن المرجح ان تنهي الإصابة الجديدة في الحالب الأيمن التي ستبعد رونالدينيو عن الملاعب 6 أسابيع، حكاية حب طويلة كان فيها اللاعب"نجماً كبيراً ومحبوباً لدى محبي المستديرة"قبل أن يتحول الى"نجم مزعج". ولم يسبق ان عاش لاعب في ناد واحد وخلال سنوات هذا القدر من التملق والتزلف والمداهنة، كما هي الحال بالنسبة الى رونالدينيو في أيام عزه مع برشلونة، وكذلك من الكراهية عندما بدأ نجمه بالافول. وبات افضل لاعب في العالم عامي 2004 و2005 يعايش صيحات الاستهجان المتواصلة من مشجعي النادي الكاتالوني في الفترة الاخيرة، الى استبعاد المدرب الهولندي فرانك رايكارد له عن المشاركة مع زملائه في المراحل السابقة من البطولة المحلية. وانعكست هذه الاشارات السلبية من النادي والمدرب والمشجعين على مرآة رونالدينيو 28 عاماً نفسه، فغابت الابتسامة التي كانت دائمة على شفتيه، وتقول مصادر مقربة منه"منذ فترة طويلة لم يعد سعيداً في برشلونة، ولا يجد راحة في غرف تبديل الملابس وليس لديه الاستعداد لان يلعب احتياطياً". ولا يزال المسؤولون في النادي يدافعون في العلن عن اللاعب الذي دفعوا 30 مليون يورو في مقابل ضمه من باريس سان جرمان الفرنسي عام 2003، ويمتد عقده معهم حتى 2010 براتب سنوي يصل الى 8 ملايين يورو. لكن هؤلاء بدءاً من رئيس النادي جوان لابورتا وانتهاء بالمدرب رايكارد، لا يخفون في الكواليس انزعاجهم من سهر رونالدينيو المتكرر خارج منزله وحتى ساعات الصباح التي تنعكس بحسب رأيهم على ادائه. وعززت الصور التي نشرتها الصحف الايطالية الخميس الماضي لوكيل اعماله وشقيقه روبرتو اسيس مع نائب رئيس نادي ميلان ادريانو غالياني الشائعات التي تحدثت عن امكان انتقال رونالدينيو الى النادي الايطالي. وظهرت علامات الطلاق الاولى بين اللاعب وناديه الى العلن عندما رفض الذهاب الى الميريا لمواجهة فريقه في الدوري في منتصف آذار مارس متذرعاً باصابة في العضلات، واوضحت الاجهزة الطبية في النادي الكاتالوني غداة المباراة ان البرازيلي"لا يشكو من اية اصابة"، وهو ما اثار تساؤلات وتكهنات كثيرة حول سلامة صحته التي لا بد من ان تنعكس سلباً او ايجاباً على مردوده في الملعب. وخاض رونالدينيو اسوأ موسم له منذ قدومه الى برشلونة قبل 5 اعوام، فلازم في الفترة الاخيرة مقاعد الاحتياطيين للمرة الأولى واصبح في الملعب اشبه بشبح تائه باستثناء بعض الضربات التي تؤكد فنياته العالية مثل تسجيل الاهداف من الركلات الحرة والتسديدات المقصية الاكروباتية على غرار ما فعل في المباراة امام اتلتيكو مدريد مطلع الشهر الماضي. وانعكس وضع"الساحر"رونالدينيو الحالي على مبيعات القمصان التي تحمل اسمه ورقمه فانخفضت الى المرتبة الثانية في النصف الثاني من 2007، في الوقت الذي ارتفعت فيه اسهم الارجنتيني ليونيل ميسي ليصبح النجم الاول، وظهرت اسماء اخرى من الشبان مثل المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس والاسباني بويان كركيتش. وشكل موسم 2006-2007 الذي تلا تتويج برشلونة بمسابقة دوري ابطال اوروبا وبإسهام كبير من رونالدينيو، انحداراً كبيراً للاعب البرازيلي فلم يعد تأثيره كبيراً في اداء فريقه، على رغم المحافظة على المستوى الجيد على الصعيد الاحصائي، إذ سجل 3 اهداف في 21 مباراة في البطولة المحلية. ولا تزال الاشارات الاولى للطلاق تتحرك كالجمر تحت الرماد في الوقت الذي فشلت فيه جميع المحاولات الهادفة الى وصل ما انقطع بين اللاعب من جهة والنادي بمسؤوليه ومشجعيه من جهة اخرى.