تظاهر عشرات الآلاف من الكولومبيين، مطالبين بالإفراج عن كل الرهائن في البلاد، بعد وصول بعثة انسانية تقودها فرنسا في محاولة للاتصال بالرهينة الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور، التي تدهورت حالها الصحية. وسار الكولومبيون في شوارع المدن الكبيرة في البلاد، مطالبين بالإفراج عن حوالى 2800 رهينة بحسب التقديرات الرسمية. وعلقت ملصقة عملاقة كتب عليها"انقذوا انغريد بيتانكور"على واجهة مقر بلدية بوغوتا في ساحة سيمون بوليفار حيث تجمع خمسة آلاف شخص. وللمرة الاولى في كولومبيا، ظهرت صور بيتانكور بهذه الكثافة على ملصقات ولافتات وملابس المتظاهرين ونوافذ المباني. وردد المتظاهرون"جميعنا انغريد بيتانكور"ورفعوا صوراً كبيرة للفرنسية الكولومبية التي تحتجزها القوات الثورية المسلحة في كولومبيا منذ ست سنوات وتؤكد عائلتها ان حالها الصحية خطيرة جداً. وبثت محطات التلفزة الكولومبية نتائج كشف لطبيب من القوات الثورية المسلحة الكولومبية المتمردة اعتقلته السلطات قبل اسبوعين، وكان فحص بيتانكور في تاريخ غير محدد. وقال هلفير اوريال رودريغس ان بيتانكور تعاني آلاماً حادة تحت ضلوعها قرب الكبد والتهاباً في الكبد على الارجح بسبب التهاب الكبد من الفئة ب والتهاباً مزمناً في المعدة، وكذلك في البلعوم، وآلاماً في المعدة ونوعين من الملاريا ونقصاً في التغذية والتهاباً في القولون. وأعلن الطبيب كاميلو نوفوا ان هذا الكشف يدل على ان بيتانكور تعاني اصابة خطرة بالملاريا لم تعالج، فتفاقمت حتى ادت الى التهاب في الكبد. وأكد ان ذلك قد يؤدي الى مشاكل خطرة في الكليتين او القلب وقد ينعكس على النظام العصبي المركزي. وأثار اقتراح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذهاب مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الى كولومبيا للإفراج عن انغريد بيتانكور, شيئاً من الامل في البعثة الانسانية التي ارسلتها فرنسا. ودعت شقيقة بيتانكور في باريس الرئيس ساركوزي الى"العمل"مع نظيره الفنزويلي. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان باريس ما زالت تنتظر رد المتمردين لتتمكن البعثة الانسانية التي وصلت الخميس الى كولومبيا من التواصل مع انغريد بيتانكور. وحتى الآن، جددت حركة التمرد مطالبها الرامية الى انشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب شرقي البلاد ورفضت طلب الإفراج عن الرهائن من دون مقابل. وبعد ان اعتبر تلك الشروط غير مقبولة، اعلن الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي انه لن يتم انشاء اي منطقة منزوعة السلاح في البلاد مقابل مفاوضات للافراج عن الرهائن الذين يحتجزهم المتمردون مقابل متمردين مسجونين. ووجه موقع"انكول"على الانترنت القريب من المتمردين في بيان اتهامات الى البعثة الانسانية"الخطرة"التي ارسلها ساركوزي، الذي وصفته بأنه"ساذج". واتهم"انكول"ايضاً المفاوضين الفرنسيين بأنهم يتحملون مسؤولية مقتل راوول رييس، بسبب اتصال هاتفي رصدته اجهزة الاستخبارات الكولومبية ادى الى تحديد مكانه. وفي باريس صرح ابن انغريد بيتانكور لورنثو ديلوي ان البعثة الانسانية التي ارسلتها فرنسا تؤدي"مهمة الفرصة الاخيرة".