اقترح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز اصطحاب نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الى كولومبيا للتوصل الى الإفراج عن الرهينة الفرنسية - الكولومبية انغريد بيتانكور المحتجزة لدى الثوار هناك منذ ست سنوات. وجاء اقتراح تشافيز في وقت وصلت الى بوغوتا بعثة انسانية فرنسية في اطار قضية بيتانكور. وطلب تشافيز الذي يقيم علاقات جيدة مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك التي تحتجز بيتانكور، من ساركوزي كذلك ان يطلب مساعدة الولاياتالمتحدة. وقال تشافيز في رسالة بثتها محطات الاذاعة والتلفزيون الفنزويلية:"انا مستعد للذهاب مع ساركوزي لنجلب انغريد"، كاشفاً مضمون اتصال هاتفي أجراه الاربعاء مع الرئيس الفرنسي. واقترح تشافيز كذلك على ساركوزي ان يوجه نداء الى الرئيس الاميركي جورج بوش لتسهيل مبادلة 39 رهينة تحتجزهم قوات"فارك"، بينهم بيتانكور وثلاثة اميركيين، بحوالى 500 متمرد مسجونين في كولومبيا. وأضاف:"نصحت ساركوزي بالتحدث الى رئيس الولاياتالمتحدة الذي يمكنه القيام بالكثير هنا في كولومبيا". وتشافيز هو الوحيد الذي تمكن حتى الآن من إقناع المتمردين بالإفراج عن ست رهائن كولومبيين وقد يضطلع بحسب الكثير من المحللين، بدور حاسم في عملية إفراج جديدة عن رهائن. وأحيا كلام تشافيز الامل بعد رفض قوات"فارك"رفضاً قاطعاً طلب البعثة الانسانية الفرنسية الإفراج عن بيتانكور. وأكد المسؤول الكبير في"فارك"رودريغو غراندا الخميس انه لن تحصل عمليات افراج عن رهائن من دون مبادلتهم مع ثوار مسجونين وذلك في بيان نشرته على الانترنت وكالة الأنباء البوليفارية. وأوضح:"يمكن الإفراج عن المجتحزين في معسكراتنا كنتيجة فقط لمبادلتهم بسجناء". وكانت وكالة"انكول"القريبة من"فارك"وصفت في وقت سابق من الخميس الرئيس الفرنسي بأنه"ساذج"، في تعليق على قراره إرسال مهمة انسانية من دون حصوله على موافقة مسبقة من حركة التمرد. وقالت الوكالة:"من المؤسف ان يكون الرئيس ساركوزي ساذجاً الى هذا الحد وأن ترافقه اللجنة الدولية للصليب الاحمر في هذه المغامرة الخطرة". وأضافت:"يجب ألا ننسى ان فرنسا بلد رأسمالي وأن رئيسها يميني ... ولا نعرف الى اي مدى هو صادق". وذكرت الاذاعة المحلية الخاصة"كاراكول"ان طائرة فرنسية من طراز"فالكون 50"جاهزة للاقلاع للتوجه الى سان خوسيه غوافياري جنوب شرق الواقعة في المنطقة التي تحتجز فيها بيتانكور. ورفض ساركوزي من بوخارست حيث يشارك في قمة حلف شمال الاطلسي اعطاء تفاصيل حول هذه المهمة الانسانية. وقال:"لدي معلومات، لكن نظراً الى حساسية هذه المسألة لا يسعني قول المزيد". وغياب اي اتصال بين سفارة فرنسا والمتمردين منذ تصفية الجيش الكولومبي للمسؤول الثاني في قوات"فارك"راوول رييس في الاول من آذار مارس الماضي، دفع السفير الفرنسي جان ميشال مارلو الى طلب مساعدة عضوة مجلس الشيوخ الكولومبية اليسارية بييداد كوردوبا التي شاركت في الماضي في الوساطة مع تشافيز. وأعلنت كوردوبا للصحافيين ان مارلو قال لها ان بيتانكور في"وضع صحي خطر". وكان ساركوزي وجه الثلثاء نداء الى زعيم"فارك"مانويل مارولاندا ليفرج فوراً عن الرهينة الفرنسية - الكولومبية، معتبراً انها"مهددة بخطر موت وشيك". وتعاني بيتانكور، المرشحة السابقة الى الانتخابات الرئاسية الكولومبية من التهاب الكبد فئة ب ووضعها مقلق جداً وفق شهادات عدة غير مباشرة نقلتها عائلتها ولجان الدعم لها. وأنغريد بيتانكور هي ضمن مجموعة من 39 رهينة"سياسية"تؤكد قوات"فارك"التي تتواجه مع السلطات الكولومبية منذ العام 1964، انها تريد مبادلتهم مع 500 متمرد مسجونين في كولومبيا.