أطلقت جماعة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) أمس الاربعاء سراح أربعة نواب سابقين في البرلمان الكولومبي وسلمتهم إلى ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر. ونجحت المهمة التي تمت برعاية الحكومة الفنزويلية في إعادة النواب السابقين جلوريا بولانكو دى لوثادا ولويس الاديو بيريث وأورلاندو بلتران كويار وخورخى ادواردو جيتشيم تورباي وجميعهم خطفوا بين عامي 2001و 2002من غابة بجنوب كولومبيا. وسافر الرهائن المفرج عنهم بعد ذلك إلى فنزويلا. وعرضت قناة "تيليسور" التلفزيونية لقطات من الغابات لعملية تسليم الرهائن الذين كانوا يرتدون ملابس رياضية وبدا عليهم التعب والارهاق من الرحلة الطويلة وسط الاحضان والبكاء فرحة بعودتهم. وقالت بولانكو بعين دامعة: "أنا سعيدة ومبتهجة ومشرقة. لم أكن أعلم أنني سأعود على قيد الحياة لأرى أطفالي الثلاثة". وتلقت بولانكو وهي الوحيدة من بين الرهائن الاربعة التي تنتمي إلى حزب يدعم الحكومة الكولومبية الحالية باقة من الزهور من السناتور بيداد كوردوبا من المعارضة الكولومبية. وكانت بولانكو هي أكثر الرهائن كلاما بعد انتهاء الازمة. وقال الرهائن المفرج عنهم ان السياسية الكولومبية الفرنسية انغريد بيتانكور التي يحتجزها متمردو القوات المسلحة الثورية في كولومبيا "مريضة جدا" في معسكر للثوار في غابات كولومبيا وان خاطفيها أساءوا معاملتها. وبيتانكور التي تحمل الجنسية المزدوجة لفرنسا وكولومبيا وخطفت منذ ست سنوات وثلاثة موظفين امريكيين هم من بين أبرز الرهائن الذين يحتجزهم ثوار القوات المسلحة الثورية في كولومبيا. وقال لويس ايلاديو بيريز المشرع السابق وأحد الرهائن المفرج عنهم يوم الاربعاء عن بيتانكور "انها في حالة سيئة جدا ومريضة جدا وهي منهكة جسديا ومعنويا". واضاف قوله "انغريد لاقت معاملة سيئة جدا فقد صبوا عليها جام غضبهم وقيدوها في أحوال مهينة" من جهة اخرى طلب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الاربعاء من زعيم القوات الثورية المسلحة الكولومبية (تمرد) مانويل مارولاندا الملقب ب"تيروفيو"، ان ينقل على وجه السرعة إلى مكان آمن الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور المحتجزة كرهينة لدى حركته منذ 2002والتي تواجه "وضعا صعبا للغاية". وقال تشافيز ردا على الافراج عن اربعة نواب كولومبيين سابقين الاربعاء "ان اول ما اطلبه منك، مارولاندا، من كل قلبي هو نقلها إلى فريق كوماندوس اقرب اليك (..) تمهيدا للافراج النهائي عنها". واضاف "اعتقد ان الامر عاجل". من جانب آخر رحبت الولاياتالمتحدة الاربعاء بالافراج عن الرهائن الكولومبيين، لكنها وصفت اعمال حركة التمرد الماركسية هذه بانها "تستوجب العقاب" وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية توم كايسي "لقد اطلعنا على المعلومات المتعلقة بالافراج عن الرهائن، وإننا نقدر حصول ذلك". لكنه اضاف ان قيام "القوات الثورية المسلحة الكولومبية باخذ هؤلاء الاشخاص كرهائن يبقى اصلا امرا يستوجب العقاب" وتابع المتحدث "والامر يستدعي العقاب طالما انهم يواصلون احتجاز رهائن، بمن فيهم اميركيون امضوا في الاسر سنوات عدة حتى الآن".