ليس سراً ان كل مواطن في أي بلد في العالم يتمنى ان يكون وطنه في المواقع المتقدمة على الخريطة العالمية وفي اعلى المراكز، ونحن في لبنان من الغيارى على بلدنا ونرجو دائماً ان يكون في المقدمة، فعلى الصعيد الرياضي يحتل لبنان مركزاً متدنياً، ما فوق المئة، في الترتيب العالمي، وعلى الصعيد الزراعي والصناعي والانتاجي الحال نفسه، وهذا الأمر يشكل لدينا إحراجاً، فنحن نحب ان نفتخر بوطننا وما يمكن ان نصنعه له ليكون في مقدمة دول العالم، وهو البلد الذي أنعم الله عليه بأبهى وأجمل طبيعة جغرافية ومناخية، وكدنا نصل الى حالة من اليأس جراء هذا الواقع المرير الذي يحاصر بلدنا، خصوصاً ان السياحة وهي القطاع الفاعل في لبنان أصبحت في مراكز متدنية عالمياً، لكن الامل لا يزال كبيراً لأن معلومات تواترت تفيد بأن لبنان لا يزال يتمتع بامتلاكه مراكز ومراتب متقدمة عربياً ودولياً، فعلى الصعيد السياسي يحل المرتبة الأولى لجهة مدة الازمات ونوع الانقسامات السيساية التي يعيشها كذلك الأمر بالنسبة الى الحروب الداخلية على أنواعها، تضاف ايضاً المرتبة الأولى عالمياً بمستوى انحدار التخاطب السياسي وكثرة الشتائم، وفي سياق التظاهر الشعبي يحتل لبنان المرتبة الأولى ايضاً، قياساً لعدد سكانه البالغ 4 ملايين يتظاهرون في العام الواحد ثلاث أو أربع مرات وفي كل تظاهرة يحشد كل فريق مليوني نسمة في ساحات ضيقة جداً لكن روحها واسعة! وأخيراً اعتلى لبنان مراكز رفيعة المستوى على صعيد تعرفة"الخليوي"اذ حل في المرتبة الأولى من دون منافس، كذلك الأمر في اسعار المحروقات داخل المربع الذهبي عالمياً بمناسبة ثلاث أو أربع دول على سعر صفيحة البنزين، والحال نفسه مع الديون العامة. أما في الشأن الاقتصادي وغلاء المعيشة، فحل عربياً في المرتبة الرابعة وعالمياً في المرتبة الثانية والثلاثين، اما على صعيد التساوي في غلاء السلع فحل اولاً ومن النوع الفريد، حيث يتساوى سعر أوقية اللحم مع سعر كيلو الخضار، وكيلو الدجاج يساوي سعره سعر كيلو العدس. وللوهلة الأولى يظن المرء ان الطعام متوافر بكل أنواعه لدى المواطن وبسعر جيد، لكنه يكتشف بعد ذلك ان هذا المواطن قد يحرم من جميع أنواع الطعام ويموت جوعاًُ، لأن كل الاصناف من اللحوم والحبوب والخضار تساوت في السعر ارتفاعاً. ومن المفارقات النادرة ايضاً ان الأجر اليومي للموظف بات يعادل ثمن أوقيتين من جبنة قشقوان وربطة خبز. عباس المعلم - لبنان