في وقت تستعد فيه الفصائل الفلسطينية لإجراء حوارات في القاهرة الثلثاء والأربعاء المقبلين، طالبت حركة"حماس"الرئيس محمود عباس بالإعلان رسمياً عن فشل العملية السلمية مع الدولة العبرية. وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري في تصريح تلقت"الحياة"نسخة منه امس ان زيارة عباس لواشنطن"انتهت بالفشل من دون أي نتائج". واستشهد ابو زهري بتصريحات عباس نفسه لوكالة الأنباء الأميركية"اسوشييتد برس"، معتبرا ان"هذا الفشل يبرهن على أن أحاديث الرئيس جورج بوش عن قيام دولة فلسطينية قبل مغادرته البيت الأبيض هي مجرد أكاذيب وترويج للأوهام، خصوصاً بعض تصريحاته لعباس بأنه سيقدم له تعريفاً جديداً للدولة الفلسطينية، وهو ما يُعتبر عودة الأمور الى نقطة الصفر، ويمثل رفضاً أميركياً صريحاً لقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على كامل حدود الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس". وشدد ابو زهري على انه"في ضوء هذه المواقف الأميركية التي تتزامن مع استمرار الاحتلال في مسلسل العدوان والتهويد والاستيطان، فإن حماس تدعو الرئيس عباس الى إعلان فشل مفاوضات التسوية والعودة الى التفاوض مع القوى الفلسطينية لبناء جبهة فلسطينية متماسكة في ومواجهة العدوان". وجاءت دعوة"حماس"للرئيس عباس في وقت تستعد فيه الفصائل الفلسطينية لإجراء جولة جديدة من الحوارات المنفصلة مع مسؤولين مصريين، من بينهم وزير الخارجية أحمد ابو الغيط ومدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان. وقال عضو اللجنة المركزية ل"الجبهة الشعبية"جميل مزهر ل"الحياة"ان وفداً رفيع المستوى من الجبهة من الداخل والخارج سيتوجه غداً الى القاهرة يضم نائب الأمين العام عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبدالرحيم ملوح، ومسؤول مكاتب الجبهة في الخارج ماهر الطاهر من دمشق، وعضوي المكتب السياسي جميل المجدلاوي ورباح مهنا من غزة. وأضاف أن الوفد سيلتقي ابو الغيط وسليمان أثناء الزيارة التي ستمتد أياماً. وسيبحث الطرفان سبل إنهاء حال الانقسام الفلسطيني ورأب الصدع بين حركتي"فتح"و"حماس"، وفك الحصار عن الأراضي الفلسطينية، خصوصاً قطاع غزة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية التوسعية، فضلاً عن مسألة التهدئة مع الدولة العبرية، وقضايا تتعلق بالشأن القومي العربي. كما سيعقد الوفد سلسلة لقاءات مع عدد من قوى اليسار المصري للبحث في قضايا ذات اهتمام مشترك. من جهته، قال عضو اللجنة المركزية ل"الجبهة الديموقراطية"صالح ناصر ل"الحياة"ان وفداً من الجبهة سيضم الى جانبه عضو المكتب السياسي رمزي رباح سيتوجه غداًَ الى القاهرة أيضاً لبحث مسألة التهدئة، والانقسام السياسي الداخلي، وسبل فك الحصار والمعابر، والتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية. في غضون ذلك، عقدت"الشعبية"و"الديموقراطية"وحركة"الجهاد الاسلامي"لقاءات منفصلة امس لتنسيق لمواقف والجهود قبل التوجه الى العاصمة المصرية. وقال مزهر ان"الشعبية عقدت لقاء مع كل من"الديموقراطية"و"الجهاد"لبحث آخر التطورات وتنسيق الجهود والمواقف من قضايا التهدئة والحصار والمعابر وسبل العودة الى الوحدة الوطنية وإنهاء حال الانقسام الداخلي". وأضاف ان اللقاءات ستستمر خلال الأيام القليلة المقبلة للتوصل الى مواقف مشتركة.