تظاهر اكثر من عشرة آلاف شخص ليل الأربعاء - الخميس في شوارع العاصمة الأرمنية يريفان، عشية الذكرى الثالثة والتسعين للمذابح التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية في حق الأرمن عام 1915، مطالبين تركيا بالاعتراف بالإبادة. وسار المتظاهرون ومعظمهم من الشبان والطلاب في شوارع يريفان حاملين مشاعل وشموعاً في ذكرى المذابح التي أقرتها اكثر من عشرين دولة كعملية إبادة، وهي عبارة ترفضها تركيا وتشكل سبباً لتوتر علاقاتها مع دول غربية. وأضرم المتظاهرون النار في علم تركي في ساحة الحرية، ثم توجهوا الى النصب التذكاري لضحايا الإبادة حيث وضعوا أكاليل من الزهور. ورفع بعض المتظاهرين أعلام الدول الثلاث والعشرين التي اعترفت بإبادة الأرمن، وبينها كندا وفرنسا وسويسرا وبولندا، وآخرون لافتات كتب عليها:"أنقذوا أوروبا! لا تضموا اليها تركيا!"و"93 سنة مضت على إبادة الأرمن". ويقول الأرمن ان اكثر من مليون ونصف مليون قتيل سقطوا في المذابح، فيما تزعم تركيا أن عددهم يتراوح بين 250 و 500 ألف سقطوا في مواجهات عسكرية. وفي لبنان، شهد الصرح البطريركي لطائفة الأرمن الأرثوذكس في منطقة بكفيا شمال بيروت تجمعاً لإحياء الذكرى ال93 للمجازر الأرمنية. وألقيت كلمات نددت ب"وحشية الأتراك ضد شعب أعزل، هجّر من وطنه وسلك درب الجلجلة عبر الصحارى مقاوماً الجوع والعطش في ظروف مأسوية". وفي رسالة وجهها كاثوليكوس الأرمن آرام الأول في مناسبة الذكرى، شدد على أهمية ترسخ الإبادة في الذاكرة التي وصفها بأنها"مصدر التاريخ"الذي"لا ينحصر بالوثائق بل بالفكر الجماعي وروح وحياة شعب بكامله"، كذلك ضرورة المطالبة بحقوق معاقبة مرتكبي الإبادة باعتباره"مطلباً محقاً للأرمن". واعتبر الكاثوليكوس آرام أن الشعب الأرميني يقوى بوحدة أبنائه وتضامنهم حول القيم المشتركة وقضيتهم المحقة. وأبدى امتنانه للشعب العربي، خصوصاً اللبنانيين الذين"استقبلوا الناجين وحضنوهم، ما جعل لبنان بالنسبة للأرمن وطن النهضة والحياة والاستمرارية، ومرادفاً للسلام والعدالة والحرية والديموقراطية والمحبة والتعايش".