قالت مصادر سورية مطلعة لپ"الحياة"أمس إن وزير الخارجية وليد المعلم أبلغ نظيره الفرنسي برنار كوشنير أن دمشق"تدعم اي تحرك فرنسي يقوم على الوفاق اللبناني"، مشيرة الى ان كوشنير اعرب عن"القلق من احتمال إطالة أمد الأزمة اللبنانية على الأمن في لبنان". وكان المعلم وكوشنير التقيا لنحو ثلاثة ارباع الساعة على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق الموسع في الكويت. وأعلن الطرفان في بيان مشترك، أنهما أجريا"محادثات مفيدة حول القضايا الإقليمية وخاصة الأزمة السياسية في لبنان إضافة إلى بحث المسائل الثنائية السورية - الفرنسية. كما تم تبادل وجهات النظر بصراحة حول القضايا التي نوقشت وطرق حلها". وأوضحت المصادر السورية في اتصال أجرته معها"الحياة"الى الكويت، ان الجانب السوري"تعاطى مع اللقاء بإيجابية، باعتبار انه جاء بعد اعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في نهاية العام الماضي تجميد الاتصالات الرفيعة المستوى الخاصة بلبنان". واشارت المصادر الى ان ساركوزي وجه قبل ثلاثة اسابيع دعوة رسمية الى الرئيس بشار الأسد لحضور مؤتمر الاتحاد المتوسطي المقرر في باريس في 13 تموز يوليو المقبل. وعلم أن الاجتماع تضمن في بدايته عتباً سورياً على المواقف الفرنسية الأخيرة. وفيما قال كوشنير إن سورية ستكون مدعوة الى الاجتماع الموسع الخاص بلبنان الذي عقد مساء امس، أشار وزير الخارجية السورية الى ان بلاده لم تتسلم الدعوة وانه يجب الا تكون آخر المدعويين وأن حصول ذلك يعني انها لن تحضر اجتماعاً كهذا. وكانت مصادر سورية اخرى اوضحت لپ"الحياة"ان الاجتماع الموسع للبنان"صُمم"من قبل واشنطن والمبعوث الدولي لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن وتبنته باريس، معتبرة انه"تدخل في الشؤون اللبنانية من اطراف تتحدث عن سيادة لبنان واستقلاله"، ومعربة عن اعتقادها بأنه قد يكون"توطئة لتدويل الأزمة اللبنانية وتخلياً كاملاً عن المبادرة العربية لحلها". وفي ضوء لقاء المعلم وكوشنير، جددت المصادر التأكيد ان دمشق"تدعم المبادرة العربية المقررة من قبل قمة دمشق وان سورية ابلغت رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري دعمها مبادرته لإطلاق حوار لبناني واستعدادها لقبول نتائجه طالما انها تنطلق من الوفاق اللبناني". وأوضحت المصادر ان كوشنير اعرب عن"القلق من استمرار الأزمة اللبنانية وانعكاس ذلك على الوضع الأمني"، معتبرة ان ذلك يعني ان باريس"تنوي التحرك". وأوضحت ان المعلم أبلغ الى وزير الخارجية الفرنسي"دعم سورية اي تحرك فرنسي جديد يقوم على الوفاق الوطني وان يكون الحل لبنانياً - لبنانياً وان تدعمه الاطراف الخارجية وتحصّنه". الى ذلك، اكدت المصادر امس أن الوفد السوري الى اجتماع الكويت برئاسة الوزير المعلم سيتوجه اليوم الى طهران في اطار"التنسيق حول قضايا المنطقة وبينها الأزمة اللبنانية"، مشيرة الى ان المعلم التقى امس نظيره التركي علي باباجان والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وان المحادثات"تطرقت"الى الأوضاع في لبنان وانعكاساتها على الشرق الاوسط.