استبق الرئيس الأميركي جورج بوش افتتاح قمة الحلف الأطلسي في بوخارست اليوم، والتي يتوقع ان تشهد انقساماً حاداً حيال انضمام أوكرانياوجورجيا الى الحلف، بزيارته كييف حيث أعلن انه يتوجّه الى القمة لتأييد تقرّبها من الحلف، مذكراً روسيا بأنه لن تكون هناك أي"مساومة"في قضية"لا تملك حق الفيتو"فيها. راجع ص 10 جاء ذلك في وقت تواصل أوكرانياوجورجيا"حواراً مكثفاً"مع الحلف بغية انضمامهما إليه. وتطالب الدولتان بالانتقال الى المرحلة التالية من الحوار، أي اعتبارهما مرشحتين رسمياً للانضمام اليه، الأمر الذي يتوقّع درسه بعمق في القمة. وتؤيد الولاياتالمتحدة وكندا ودول البلطيق وغالبية الجمهوريات السوفياتية السابقة طموحات القادة الأوكرانيين والجورجيين. لكن عشر دول تقريباً من الحلفاء، في مقدمها ألمانيا، ترى ان أوكرانياوجورجيا ليستا ناضجتين بما يكفي للإنضمام الى الحلف. وسعى بوش اثناء زيارته الأولى لكييف أمس، الى طمأنة نظيره الأوكراني فيكتور يوتشينكو، وقال:"أوكرانيا تسعى الى رفع مستوى تعاونها مع الحلف عبر خطة التحرك. أوكرانيا اتخذت خطوة شجاعة، والولاياتالمتحدة تدعم مسعاكم بقوة". ورأى مراقبون انه سيكون على بوش بذل جهود كبيرة خلال قمة بوخارست لإقناع الدول المعترضة بوجهة نظره. وقال الرئيس الأميركي:"لن يكون لروسيا حق الفيتو في ما سيحصل في بوخارست"التي سيصل اليها الرئيس فلاديمير بوتين الجمعة للمشاركة في اجتماع بين روسيا والحلف. وأضاف:"لا مساومة... لا نقاش في ذلك"، رداً على سؤال حول احتمال المساومة على مستقبل أوكرانياوجورجيا في الحلف، إذا وافق الروس على الدرع الأميركية المضادة للصواريخ. لكن بوش سعى الى طمأنة موسكو التي حذرت سابقاً من"أزمة عميقة"بينها وبين كييف في حال انضمام الأخيرة الى الحلف، وأكد الرئيس الأميركي ان ليس على نظيره الروسي ان يخاف. في الوقت ذاته، أبدى الرئيس الأوكراني الذي يشهد بلده انقساماً حاداً حول مسألة الانضمام الى"الأطلسي"، ثقته بحصول كييف على"مؤشرات إيجابية"في بوخارست. ورداً على سؤال حول إمكان التوصل الى اتفاق في هذا الشأن قبل لقائه المرتقب السبت والأحد مع بوتين في سوتشي روسيا السبت والأحد، قال يوتشينكو:"سنرى هل يحدث اتفاق أم لا. الأكيد ان لدينا عملاً كثيراً لإقناعه بأن الدرع المضادة للصواريخ لا تستهدف روسيا". في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون، ان حكومته تعارض انضمام الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين الى"الأطلسي". وقال لإذاعة"فرانس انتر":"نعارض انضمام جورجياوأوكرانيا، لأننا نرى ان ذلك ليس الرد المناسب لتوازن ميزان القوى في أوروبا بين أوروبا وروسيا". وحذّر نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين في كلمة أمام النواب الروس من ان"انضمام أوكرانيا الى الحلف الاطلسي سيؤدي الى ازمة عميقة في العلاقات الروسية - الأوكرانية، الأمر الذي سينعكس سلباً على الأمن الأوروبي". وأضاف:"انضمام كييف الى الحلف الأطلسي، اذا حصل، سيتسبب في تغيير الأولويات في تحقيق أمننا الاستراتيجي". ولم يوضح هل سيكون الرد ديبلوماسياً أو عسكرياً. كذلك اعرب رئيس مجلس الدوما النواب بوريس غريزلوف عن"معارضته"انضمام أوكرانيا الى الحلف الأطلسي، وقال:"اقتراب الحلف من حدودنا غير مقبول وسنبذل كل ما في إمكاننا لئلا يحصل ذلك".