لقي 64 شخصاً حتفهم وأُصيب مئات آخرون في موجة تفجيرات جديدة ضربت العراق مستهدفة مطاعم شعبية في محافظتي ديالى المضطربة شرقاً، والأنبار الهادئة نسبياً غرباً. وفي بعقوبة، أعلنت مصادر أمنية"مقتل 40 شخصاً على الأقل بينهم امرأة واصابة حوالي 80 آخرين بينهم نساء وأطفال، في انفجار سيارة مفخّخة قرب مطعم شعبي يقع قبالة مبنى محكمة بعقوبة في وسط المدينة". وأكد الطبيب أحمد فؤاد من مستشفى بعقوبة العام"استلام جثث 40 شخصاً وحوالي 80 جريحاً بينهم نساء وأطفال أُصيبوا في الانفجار"، لافتاً الى أن"معظم القتلى قضوا حرقاً". كما أشار مصدر طبي إلى"صعوبة التعرّف على الضحايا بسبب احتراقهم في شكل تام". وأفاد شاهد أن"الانفجار وقع قرب مطعم في الشارع الرئيس في مقابل مبنى محكمة بعقوبة وأدى الى احتراق ثلاث حافلات وتضرّر عشرة محلات تجارية". وأشار مراسل"فرانس برس"الى"أضرار مادية جسيمة في السوق التجاري واحتراق عدد من السيارات". وتجمّع عدد كبير من السكان أمام مستشفى بعقوبة بحثاً عن أبنائهم، وفقاً للمراسل. وكشف مصدر أمني في قوات حرس الحدود في قضاء خانقين في محافظة ديالي"ضبط كمية من العبوات والالغام الأرضية إضافة إلى كميات كبيرة من مادّة تي أن تي أثناء دخولها الى معبر حدودي بين العراق وايران"، مشيراً الى أن"قوات من حرس الحدود استطاعت ضبط أكثر من 170 عبوة ولغماً ارضياً فضلاً عن كميات من مادة تي أن تي كان يحاول مسلحون تهريبها عبر معبر المنذرية على الحدود الايرانية - العراقية في قضاء خانقين شمال شرقي بعقوبة". كما عثرت دورية مشتركة على جثة القيادي في تنظيم"القاعدة"رياض الدهلكي ملقاة في الشارع الرئيس في ناحية بلدروز وعليها آثار طلقات نارية في منطقة الرأس. ورأى مصدر أمني أن"اغتيال الدهلكي الذي يعتبر أبرز المطلوبين للسلطات القضائية بتهم قتل وتهجير عدد من الاشخاص في بلدروز يؤكد وجود خلافات حادة بين قيادات القاعدة والمجموعات المسلحة الاخرى". ومعلوم أن محافظة ديالى من أخطر مناطق العراق، ولا سيما أنها تضم خليطاً متعدداً من العرب السنّة والشيعة والأكراد والتركمان. وتشن القوات الأميركية والعراقية عمليات أمنية في ديالى من حين إلى آخر لكبح جماح التنظميات الاسلامية المتطرفة الناشطة في المنطقة. وفي الرمادي، أعلنت الشرطة مقتل 13 شخصاً على الأقل واصابة 14 آخرين بتفجير انتحاري نفذ بواسطة حزام ناسف استهدف مطعماً شعبياً في غرب كبرى مدن محافظة الأنبار. وأوضح قائد شرطة المحافظة اللواء طارق اليوسف أن"انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه داخل مطعم شعبي في منطقة الخمسة ميل عند المدخل الغربي للمدينة، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً واصابة 14 آخرين". وأصبحت أعمال العنف أمراً نادراً في الأنبار، ولا سيما في الرمادي التي كانت معقلاً للمتطرفين العرب السنّة. وكان"مجلس صحوة الأنبار"الذي تشكل من مختلف عشائر المحافظة بدأ محاربة تنظيم"القاعدة"في أيلول سبتمبر عام 2006 حتى تمكن من طرده أواسط عام 2007. يشار الى أن اجتماعاً عقدته لجان التنسيق والتعاون الامني المنبثقة عن مؤتمر دول الجوار في اليومين الأخيرين في دمشق"أشاد بالتعاون الايجابي بين العراق ودول الجوار في مجال مكافحة الارهاب ... وتحسن الوضع الأمني في العراق". لكن السفارة الأميركية في دمشق أعربت عن أملها في"التزام جدي في شأن وقف تدفق الارهابيين والاسلحة"الى العراق. شمالاً أيضاً، أفادت مصادر أمنية أن مسلحين قتلوا محامية وشقيقتها في شرق الموصل. وأضافت أن مسلحين اقتحموا شقة سكنية وقتلوا ثلاث نساء ورجلاً في هذه المدينة الشمالية أول من أمس. وفي بغداد، أعلن الجيش الأميركي مقتل ما لا يقل عن ستة"مقاتلين أعداء"خلال اشتباكات في مدينة الصدر حيث يخوض جنود أميركيون وعراقيون منذ أكثر من أسبوعين مواجهات مع"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأوضح بيان للجيش أن"القوات الأميركية تعرضت الى اطلاق نار من أسلحة خفيفة خلال عملية فجر الثلثاء في مدينة الصدر". وأضاف البيان أن"القوة ردّت على مصادر إطلاق النار دفاعاً عن النفس، فقتلت ثلاثة من المقاتلين الأعداء ... كما تدل التقديرات على مقتل ثلاثة آخرين من الأعداء، ولم تقع إصابات في صفوف المدنيين". وتخوض القوات الأميركية والعراقية منذ السادس من نيسان أبريل الجاري مواجهات متقطعة مع مقاتلي"جيش المهدي"في مدينة الصدر. ولقي أكثر من 90 شخصاً مصرعهم في مدينة الصدر، أبرز معاقل"جيش المهدي". وقال شهود إن القوات العراقية تدعمها قوات أميركية سيطرت على ما لا يقل عن 12 قطاعاً تقع قرب المنفذ الرئيسي في المدينة المكونة من 79 قطاعاً، مؤكدين أن طلائع القوات وصلت الى ساحة الصدرين. ورفعت السلطات جزئياً حظر التجول المفروض على المركبات في الضاحية الشيعية بعدما فرضته إثر اندلاع اشتباكات عنيفة قبل أكثر من أسبوعين. وفي العاصمة العراقية أيضاً، أعلنت الشرطة أن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأُصيب ثمانية آخرون في هجوم بسيارة مفخخة وسط بغداد. وكان هدف الهجوم قافلة شرطة عراقية. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي أن جنديين قُتلا في انفجار عبوتين لدى مرور آليتيهما اللتين كانا يستقلانها. وكان الجيش أعلن صباح أمس مقتل أحد جنوده في انفجار عبوة لدى مرور آليته في محافظة صلاح الدين وسط العراق. وتوفي جندي آخر متأثراً بجروحه بعد اصطدام آليته بعبوة خلال دورية في شمال شرقي بغداد. ويرتفع بذلك عدد الجنود الأميركيين الذين قُتلوا في العراق منذ بدء العمليات العسكرية عام 2003 في هذا البلد، الى 4036 قتيلاً حسب حصيلة وضعتها وكالة"فرانس برس"، استناداً الى أرقام ينشرها موقع مستقل على شبكة الانترنت. وفي النصف الأول من نيسان أبريل، بلغت الحصيلة 24 قتيلاً، فكان بذلك الشهر الأقل دموية منذ مطلع السّنة.