مع مرور خمس سنوات على احتلال العراق ووصول الحال داخل العراق الى أسوأ مما كان يتوقع أكثر المتشائمين، اختلطت الأمور. ومع كثرة المؤامرات والصراعات الداخلية والتنافس من القوى الإقليمية لم يعد المتابع يستطيع تحديد أسباب أو أهداف أي حدث عراقي أو تبريره. وهذا ما ينطبق على حملة الجيش العراقي على ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. فالحملة إذا كانت تهدف الى فرض الأمن وإنهاء تجاوزات هذه الميليشيا، فلماذا كان الصمت عليها أكثر من أربع سنوات؟ وإذا كان الهدف هو فرض القانون، فلماذا تترك بقية المليشيات والجماعات المسلحة من دون رادع؟ قد يكون هذا إحدى صور الصراع الدائر بين الميليشيات الشيعية في الجنوب وعلى رأسها ميليشيا بدر وجيش المهدي. وقد يكون هذا نوعاً من التمهيد لإعلان الحكم الذاتي كما وعد اكبر المتعاملين مع إيران في العراق. أو قد يكون هذا عقاباً لمقتدى الصدر الذي أعلن دعمه لپ"حزب الله"اكثر من مرة. أو قد يكون اتجاهاً لإقصاء الفصيل الشيعي الأقرب الى عروبة العراق، في الوقت الذي أصبحت الفارسية لغة متداولة في جنوبالعراق. لكن في كل الأحوال، فإن من يدفع ثمن هذه الصراعات هو المواطن العراقي الذي لديه ما يكفيه من هموم ومصائب. أما الذين يحركون هذه الأحداث، فالمسألة بالنسبة اليهم مجرد حسابات سياسية قد تصيب أو تخطئ. أحمد عز الدين - مصر بريد إلكتروني