شعره لم يرغب البريق ولا الأغراء. آثر عري حيطان الصومعة على ا لزخرف ، وبرود شمس العقل على حرارات العواطف السهلة ورطوبات"الأدب". ركز كل شيء على هدف وأهمل الباقي. وهدفه كان الأنبعاث، شخصاً وشعباً وجنساً بشرياً، فلا يعود للخريف غير معنى هدوء الموت الذي يسبق عاصفة الحياة في الربيع. وشعره شعر التزهد اللفظي و البساطة في العمق والفلسفة، والطبيعة الخالية من الحيلة، فلا مواربة ولا"ملعنة"، بل مباشرة، ولكن محّيرة، لأنها مغتنية بخليط الوعي والباطن والظاهر والكامن والمراد والمحلوم، وهو خليط دقيق، أكاد أقول منظماً، لا أثر فيه للفوضى ولا كبير وجود للانفلات. فالعقل ضابط الكل. حتى النهاية ظلّ يتطلع الى التمهيد لغد أفضل، ويهندس في سبيل ذلك الاطر والبنى، ويعيد احياء اللسان. من عزلات كثيرة خرج دائماً الى حصاد كثير، له ولسواه.