ستحجز طالبات جامعة مؤتة الحكومية أربعة مقاعد في مجلس اتحاد الطلبة اعتباراً من هذا العام بقوة الكوتا التي منحهن إياها قرار لمجلس عمدائها لتكون بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الجامعات الأردنية. وبينما اعتبر مؤيدو الخطوة أنها فاتحة خير تعمق مشاركة المرأة في عملية صنع القرار، رأى المعارضون أنها إقحام لها في معركة عجزت عن تحقيق أي نصر فيها على رغم مرور سبع وعشرين سنة على تأسيس جامعة مؤتة. وتوضيحا لأبعاد القرار، قال عميد شؤون الطلبة في الجامعة عباطة التوايهه إن مجلس العمداء اعتمد التعديل الجديد إيماناً منه بضرورة مشاركة الطالبات في عضوية مجلس الاتحاد بعد أن لمس تمثيلاً خجولاً لهن في عضوية المجلس في الدورات السابقة، إذ اقتصرت المشاركة على طالبة واحدة، فيما غابت نهائياً عن أكثر من دورة. وبحسب التعليمات الجديدة، فإن الكوتا المعتمدة ستكون على غرار الكوتا النسائية المعتمدة وطنياً في الانتخابات النيابية، إذ تضمن وجود أربع طالبات في الحد الأدنى في مجلس الاتحاد من خلال الاقتراع المباشر عبر تحديد مقعدين لطالبتين في الكليات الإنسانية، ومقعدين لطالبتين في الكليات العلمية. واشترط التعديل أن يكون التنافس بينهن على أساس الحصول على أعلى الأصوات وفق نسبة عدد المقترعين في كل دائرة انتخابية للطلبة التي تضم أقسام التخصصات الأكاديمية. واعتبر التوايهه أن الكوتا ستعزز مشاركة الطالبات في العملية الانتخابية بكل مستوياتها، وستوفر فرصاً لجميع الطلبة لاختيار المرشحين بخيارات أوسع. وأضاف أن على الطالبات الترشح وفق هذا التعديل للحصول على المقاعد المخصصة لهن، موضحاً أن التعديل كفل لهن حق التنافس مع جميع الطلبة المرشحين للحصول على أي مقعد في أي دائرة وعددها 40 دائرة. وعلى رغم الكوتا يظل تمثيل الطالبات متواضعاً، فوفق إحصاءات الجامعة الرسمية، فازت طالبتان فقط وفق نظام التنافس من أصل 21 ترشحن لخوض انتخابات المجلس في دورته السادسة عشرة. فيما ضمنت الكوتا مشاركة 4 طالبات أخريات ليصل المجموع إلى 6 عضوات في مجلس مكون من 47 عضواً. واستناداً إلى المعطيات السابقة، ترى الطالبة خولة أن الكوتا لا تساعد الفتاة على الوصول إلى مراكز صنع القرار ما لم تؤمن هي بقدراتها، معتبرة أن فوز طالبتين فقط مؤشر الى أن الطالبات أنفسهن لا يثقن ببنات جنسهن اللواتي يمثلن نسبة كبيرة من عدد طلبة الجامعة البالع 15 ألف طالب وطالبة. لا سيما أن نسبة الاقتراع وصلت إلى 68 في المئة وهي أعلى نسبة منذ تأسيس الجامعة عام 1981. ويبدو أن القرار فتح باب الجدال حول أحقية الطالبات في التمثيل في مجلس هن أنفسهن يعزفن عن الترشح للفوز بعضويته. بيد أن الطالب سليمان 22 سنة يرى العكس، معتبراً أن التجارب السابقة للطالبات في خوض الانتخابات أثبتت أنهن غير قادرات على الوصول بأنفسهن، وعليه فالكوتا تضمن لهن"التمييز التفضيلي". في السياق ذاته، يقول الطالب فؤاد إن الكوتا خطوة على طريق تحفيز المرأة للمشاركة في الحياة العامة، مبدياً تأييداً مطلقاً للفكرة. على رغم أنه انتخب مرشحاً ذكراً لتمثيله في المجلس ما يبقي الحاجة إلى الكوتا بوصفها ضمانة لمشاركة الفتيات في مجلس يتخذ قرارات تمسهن في شكل مباشر.