بعدما كثرت التكهنات عن إشراقة جديدة للدراما التلفزيونية التي تتناول حياة المشاهير من أهل السياسة والأدب والفن، والحبيسة في الأدراج منذ سنوات، وبعد النجاح المدوي الذي حققه مسلسل"الملك فاروق"في رمضان الماضي، بات الأمر كله يشكل صداعاً لمن يفكر في أعمال من هذا النوع. فالاعتبارات كثيرة منها صعوبة العثور على أبطال يجسدون هذه الشخصيات، إلى جانب تنازع أكثر من مؤلف وجهة إنتاجية عليها. ويأتي مسلسل"جمال عبدالناصر"من تأليف يسري الجندي وإخراج باسل الخطيب وإنتاج محمد فوزي على رأس هذه الأعمال حيث بات اسم الفنان الذي سيجسد شخصية ناصر في الأحداث لغزاً للجميع، بعد اعتذار جمال سليمان عن القيام بالبطولة. وكان فريق العمل يعلّق آمالاً على سليمان وتحديداً المخرج الذي كان يرى أنه الأقرب من كل النواحي الشكلية والجسمانية والفنية لتقديم الشخصية. وكان خالد الصاوي استبعد من الترشيحات لارتباطاته السينمائية ولسابق تقديمه الشخصية في الفيلم السينمائي الذي أخرجه السوري أنور القوادري بعنوان"جمال عبدالناصر". ويتردد حالياً اسم رياض الخولي لتقديم المرحلة العمرية المتقدمة من حياة"ناصر"، على رغم فتح جهات اتصال قوية ومباشرة مع محمود حميدة. ويرى كثر صعوبة شديدة في إسناد البطولة إلى كل من ياسر جلال أو فتحي عبدالوهاب، اللهم إلا في مرحلة الشباب فقط. ويتكرر الأمر نفسه مع مسلسل يتناول حياة الرئيس السادات، إذ يتبنى الآن ثلاثة مؤلفين كتابة المشروع حيث يدعي كل منهم انه حصل على موافقة الورثة لتقديم سيرة"بطل الحرب والسلام"في مسلسل. والغريب أن المؤلفين الثلاثة أعلنوا أنهم يكتبون الحلقات الأخيرة من العمل. أول هؤلاء هو محسن الجلاد والثاني وليد يوسف الذي وسّط عدداً من معارفه للحصول على تنازل من ورثة السادات، والثالثة الدكتورة أميرة أبو الفتوح التي تؤكد أنها حصلت على موافقة السيدة جيهان السادات. وذهبت أبو الفتوح إلى ترشيح خالد صالح للقيام بشخصية السادات في الأحداث. والطريف أن مسلسل"عاشق الحرية"الذي يتناول حياة الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس الذي كتبته أبو الفتوح أيضاً جوبه باعتراض ورثته على تقديم مسلسل عن والدهم، وفشلت المؤلفة في إقناعهم على رغم تقاضيها أكثر من نصف أجرها عن الحلقات كاملة من مدينة الإنتاج الإعلامي. أزمة غريبة ويواجه مسلسل"مداح القمر"عن حياة الموسيقار الراحل بليغ حمدي من تأليف محمد الرفاعي وإخراج مجدي احمد علي، أزمة غريبة من نوعها. فبعد أن رشح المخرج أكثر من اسم بعد خلافه مع ممدوح عبدالعليم المرشح الأول لتجسيد الشخصية، ومن بينهم الممثل والمنتج السوري فراس إبراهيم الذي اعتذر، رُشح هاني سلامة العام الماضي ولكنه اعتذر أيضاً لارتباطاته السينمائية، فاستقر المخرج على محمد نجاتي ولكن مدينة الإنتاج الإعلامي رأت أن اسم نجاتي يصعّب من مهمة تسويق العمل إلى الفضائيات على اعتبار انه ليس نجماً، وتجددت المفاوضات مع هاني سلامة الذي وافق شريطة أن يبدأ التصوير في آب أغسطس المقبل لارتباطه بتصوير فيلم"الريس عمر حرب"ومن بعده"المهمة"، وكانت المفاجأة بعد ذلك في طلب سلامة أجراً لا يقل عن 5 ملايين جنيه، الأمر الذي قوبل بالرفض التام وعادت الترشيحات إلى نقطة الصفر، كما فوجئت أسرة العمل بأن"رياض"ابن الفنانة وردة يهدد برفع دعوى قضائية ضدهم إذا لم يتم عرض سيناريو المسلسل على والدته قبل التصوير، خصوصاً المشاهد التي تخص علاقة والدته قبل التصوير بالموسيقار الراحل وفترة زواجهما. صراع على مي ولا يزال الصراع قائماً بين ثلاث جهات إنتاجية إلى جانب ثلاثة مؤلفين على أحقية كل واحد منهم في قصة حياة الأديبة اللبنانية الراحلة مي زيادة التي أثرت في الحياة الثقافية في مصر في شكل كبير في بداية القرن العشرين، الأمر الذي ينذر بعدم اكتمال المشروع مخافة الدخول في متاهات، خصوصاً أن كل جهة أو مؤلف يدعي أنه كان الأسبق إلى تقديم المشروع، حيث تعاقد قطاع الإنتاج مع الكاتبة نوال مصطفى لتحويل كتابها"مي زيادة،.. عصر من التنوير"وكتب السيناريو والحوار عاطف بشاي على أن يتولى إخراجه وفيق وجدي. واتفق مع الفنانة دلال عبدالعزيز لتقديم شخصية مي. وهناك مسلسل ثان عن مي من تأليف محمود النجار وإخراج عادل يحيى، وثالث من تأليف أنيس الدغيدي وإخراج هاني لاشين. إلى ذلك جمدت مدينة الإنتاج الإعلامي المسلسل الذي يتناول قصة حياة"محمد علي باشا"الذي تولى حكم مصر ما بين عامي 1805 و1840 وقام بتأليفه محمد أبو العلا السلاموني، بدعوى أن العمل يحتاج إلى موازنة ضخمة وتحضير طويل، الأمر الذي جعل المؤلف يهدد بتقديمه من خلال إحدى الفضائيات كما حدث مع مسلسل"الملك فاروق". يذكر أن وفاة المخرج ياسين إسماعيل ياسين أخيراً جاءت بمثابة الصدمة لجهة الإنتاج التي كانت تستعد لتقديم مسلسل تلفزيوني يتناول قصة حياة والده نجم الكوميديا الأول في مصر إسماعيل ياسين، خصوصاً أن ياسين لم ينته إلا من كتابة 10 حلقات فقط من العمل المرشح للقيام ببطولته أشرف عبدالباقي.