تسلَّم وزير الخارجية اللبناني المستقيل فوزي صلوخ من معاون وزير الخارجية السوري السفير أحمد قاووق عرنوس، دعوة موجهة من رئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري الى نظيره اللبناني فؤاد السنيورة لحضور قمة الدول العربية التي ستعقد في دمشق في 29 و30 الجاري. وكان وفد سوري وصل امس، في شكل مفاجئ الى لبنان بثلاث سيارات سورية بمواكبة أمنية لبنانية وضم: عرنوس، يرافقه مدير مكتب وزير الخارجية السوري بسام الخطيب، وعن المجلس اللبناني - السوري الأعلى أحمد الحاج حسن، وعبر منطقة المصنع عند الحدود اللبنانية - السورية في الحادية عشرة والدقيقة40 ووصل الى قصر بسترس في الثانية عشرة والنصف من بعد الظهر. واستقبل الوزير المستقيل صلوخ الوفد في حضور مدير الشؤون العربية السفير محمد الحجار ومدير المراسم والبروتوكول السفير جورج سيام. وفي الواحدة الا خمس دقائق غادر الوفد السوري مقر الخارجية اللبنانية من بابها الخلفي بعدما سلّم الدعوة الى حضور القمة العربية الى صلوخ. ولم يدل الوفد بأي تصريح، واكتفى عرنوس بالقول:"نحن لم نأت لنصرح، بل جئنا الى تسليم الدعوة". وحمل مغلف الدعوة عبارة:"دولة السيد فؤاد السنيورة رئيس الحكومة في الجمهورية اللبنانية". في هذه الاثناء، خرج صلوخ الى الاعلاميين قائلاً:"سعدت اليوم باستقبال السيد عرنوس مبعوثاً لرئيس مجلس الوزراء السوري الدكتور المهندس محمد ناجي العطري، وتسلمت منه دعوة موجهة إلى دولة الرئيس الأستاذ فؤاد السنيورة لحضور القمة العربية العشرين. وستسلم الوزارة هذه الدعوة إلى دولته لدى عودته إلى لبنان". وفي داكار، حيث يشارك الرئيس السنيورة في القمة الاسلامية قال مصدر حكومي لبناني لوكالة"فرانس برس":"هذه الدعوة طبيعية بحسب الاصول المتعارف عليها, مع الاشارة الى انها تمت عند مغادرة الرئيس السنيورة بيروت". وفي دمشق،پقالت مصادر رسمية أمس إن الحكومة السورية"سترحب بمن يختاره لبنان ليمثله في القمة العربية"المقررة في دمشق نهاية الشهر الجاري، وأكدت لپ"الحياة"ان معاون وزير الخارجية أحمد عرنوس سلم وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ رسالة دعوة من رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري الى نظيره اللبناني فؤاد السنيورة. ونقلت المصادر الرسمية عن عرنوس قوله:"نظراً للفراغ الدستوري في رئاسة لبنان، فإن سورية سترحب بمن سيختاره لبنان ليمثله في القمة". وأوضحت مصادر مطلعة أنه كان مقرراً أن يسلم مندوب سورية في الجامعة العربية يوسف الأحمد نظيره اللبناني رسالة الدعوة،"ولدى تعذر حصول ذلك، تقرر إيفاد مسؤول سوري الى بيروت لتسليم صلوخ الرسالة على اساس الاعتقاد بأن لبنان جزء من مؤسسات الجامعة العربية التي تعقد القمة العربية، وان سورية هي الدولة المضيفة ما يعني ان توجيه الدعوة الى السنيورة كان على هذا الأساس من دون أي بعد في العلاقة الثنائية". وميز محللون سوريون بين"تعاطي دمشق مع الأمر الواقع القائم على ان حكومة السنيورة هي أعلى سلطة تنفيذية، وبين الاعتراف بشرعية الحكومة". وعلم ان سورية قررت بعد الجلسة البرلمانية التي كانت مقررة يوم الثلثاء الماضي ان تكون الرسالة موجهة من عطري وليس الرئيس بشار الأسد، ذلك على خلفية عدم وجود رئيس في لبنان. المحكمة والضمانات الى ذلك، علم ان الجدول الأولي للقمة العربية يتضمن عقد جلسة واحدة لوزراء الخارجية في 27 الجاري على ان يخصص اليوم التالي لاستقبال القادة العرب بحيث تقتصر جلسة الافتتاح في 29 الجاري على خطابات الدولة المضيفة والدول التي تترأس القمة السعودية والأمين العام للجامعة عمرو موسى. وتعقب ذلك جلسة مغلقة على مائدة مستديرة تضم ممثل كل دولة ووزير الخارجية فقط، ذلك لپ"إجراء حوارات معقمة وصريحة تخص الشأن العربي". پكما أكدت مصادر سورية رفيعة المستوى لپ"الحياة"أمس ان الأسد لم يطرح مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني او اي زعيم آخر مشروع صفقة تضمن"تقديم ضمانات دولية"تخص المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري مقابل تسهيل الأمور في لبنان والضغط على"حزب الله"وپ"حماس". وقالت المصادر:"المحكمة شأن لبناني، وسورية ليست معنية أبداً بها"، مشيرة الى ان دمشق"تميز بين المحكمة التي لا صلة لها بها والتحقيقات التي تتعاون في شأنها"الأمر الذي يعني ان القيادة السورية"لا تدخل في مساومات إزاء المحكمة". وذكرت المصادر ان الجانب الفرنسي"عرض على دمشق مجموعة من الحوافز والاغراءات الاقتصادية والسياسية بينها موضوع المحكمة مقابل الضغط على المعارضة اللبنانية لفرض تسوية غير مقبولة منها، لكن المسؤولين السوريين رفضوا ذلك لأنهم يرون ان استقرار لبنان يقوم على الوفاق وصيغة لاغالب ولا مغلوب".