المصطكا الضرو شجرة دائمة الخضرة تنبت برياً في السواحل السورية وبعض الجبال الواطئة، وتعطي ثمراً أحمر مر الطعم، وهي معروفة منذ القدم وعنها يقول العلامة ابن سينا:"إن شجرة المصطكا قابض، محلل، ودهن شجرته ينفع من الجرب، ويصب طبيخ ورقه وعصارته على القروح فتنبت اللحم، وعلى العظام المكسورة فتجبرها. ومضغه يجلب البلغم من الرأس وينقيه، وكذلك المضمضة به تشد اللثة. وهو يقوي المعدة والكبد، ويفتق الشهوة، ويطيب المعدة، ويحرك الجشاء، ويذيب البلغم، وينفع من أورام المعدة والكبد وفي الوقت نفسه يقوّي الكبد والأمعاء وينفع من أورامها. وطبيخ أصله وقشره وورقه ينفع من الزنتارية وانجراد سطح الأمعاء ومن نزف الرحم ونتوء المقعدة"ويدر البول". يستخرج من جذوع الشجرة وأغصانها صمغ يدعى المصطكا، كان استعماله منتشراً في القديم على عكس ما هو عليه الآن، وكانت صقلية وقبرص من أكثر المناطق المصدرة له. استعمله الأتراك واليونانيون وسكان بلاد الشام مضغاً لإعطاء رائحة طيبة للفم، ولتبييض الأسنان، وتقوية اللثة والمعدة، وكمضاد للتشنجات المعوية وآلام النقرس والروماتيزم والأعصاب، وللتخفيف من وطأة التشنجات الصدرية. ويقال ان المصريين القدامى استخدموا المصطكا في عمليات تحنيط الموتى. وصمغ المصطكا الطازج عديم اللون تقريباً يفرز تلقائياً من جذوع وأغصان الشجرة ولكن في الإمكان زيادة إفراز الصمغ بعمل شقوق طولية في الساق والأغصان، ويكون الصمغ على شكل سائل زيتي يتجمع على شكل قطرات بيضاوية هشة أو على هيئة حبوب طويلة ضاربة الصفرة، أما بعد حفظه فيغدو الصمغ مائلاً الى الصفرة الباهتة. وصمغ المصطكا الذي يستخرج من جذوع الشجر هو الأجود، أما الصمغ الذي يسقط على الأرض فأقل جودة بكثير. ويتكون صمغ المصطكا من زيت طيار ومواد راتنجية وأحماض ومركبات مرة. يستفاد من عصارة المصطكا في إثارة القبض في حال الإسهال عند الأطفال وأيضاً للتخفيف من أوجاع الأسنان، وفي علاج سلس البول. أما مضغ العصارة فينفع في تقوية الأسنان المزعزعة. وأشارت دراسات الى فائدة المصطكا في قتل الجرثومة الحلزونية المشتبه بأنها وراء الإصابة بالقرحة المعدية. أما على صعيد الطعام فتستخدم عصارة المصطكا في إعطاء النكهة الطيبة لبعض المآكل مثل الحليب والجبن والمربيات. وفي مجال الصناعة، يستعمل صمغ المصطكا في البخور وفي تركيب العطور ومركبات لصق الأسنان ومواد التجميل وفي الطلاءات وفي المواد المغلفة للأدوية.