أعلن البيت الأبيض أمس ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني سيتوجه الى المنطقة الأحد المقبل في جولة تشمل السعودية وسلطنة عمان وإسرائيل والضفة الغربيةوتركيا. وصرح جورج بوش انه يوفد تشيني الى الشرق الاوسط"ليقدم تطمينات"في شأن التزام واشنطن العمل لتطبيق اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وليحث الطرفين على احترام"تعهداتهما". وقال بوش للصحافيين، في ختام محادثات مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك ان"هدف الزيارة طمأنة محادثي تشيني في شأن تعهد الولاياتالمتحدة ارساء السلام في الشرق الاوسط. واننا نتوقع من الاطراف المعنيين احترام تعهداتهم طبقا لخريطة الطريق". واضاف ان تشيني سيؤكد ايضا"اننا نرى بوضوح التهديدات التي تحدق بالشرق الاوسط، وايران احدى هذه التهديدات، واننا سنستمر في احترام اتفاقاتنا الامنية وعلاقاتنا مع اصدقائنا وحلفائنا". وأكد مصدر أميركي مسؤول ل"الحياة"أن تشيني سيبحث مع القيادة السعودية في عملية السلام والدور الايراني والسوري في لبنان وغزة، الى جانب موضوع ارتفاع أسعار النفط والتحضير لزيارة الرئيس في أيار مايو المقبل. وقال إن الجولة"اشارة الى التزام الادارة الأميركية وانخراطها الديبلوماسي القوي للدفع نحو حلول سلمية في الشرق الأوسط ولمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين في ايجاد حل سياسي لخلافاتهم والوصول الى حل الدولتين". وأكد المسؤول أن"ايران وسورية ولبنان"ستكون ضمن جدول أعمال نائب الرئيس الأميركي ومحادثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدلله بن عبدالعزيز بن سعود. وأبدت جهات أميركية رسمية"استياءها البالغ"من الدور السوري في لبنان، وعبرت عن"استعدادها للقيام بمزيد من الخطوات لحماية مصالحها الاقليمية". وجاء في بيان البيت الأبيض أن تشيني سيبدأ جولته في 16 آذار مارس الجاري"لإجراء محادثات مع الشركاء الأساسيين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك"، في وقت أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا برينو أن الزيارة كانت معدة منذ وقت، وقبل الأحداث الأخيرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقالت ان جولة تشيني تأتي بناء على طلب من بوش، والتحضير للجولة الرئاسية الثانية في المنطقة. ونوهت الناطقة بالعلاقة الطويلة بين الملك عبدالله وتشيني، والتي تعود الى أيام تولي الأخير وزارة الدفاع الأميركية العام 1991 خلال حرب تحرير الكويت. وشددت على محورية البحث في عملية السلام خلال زيارة تشيني الذي سيلتقي الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض في الضفة الغربية، ورئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود أولمرت. وأشارت برينو الى أن تشيني سيحض الطرفين على تنفيذ التزاماتهما في خريطة الطريق و"الحاجة لوقف العنف وبدء المفاوضات"، كما جرى الاتفاق في مؤتمر أنابوليس. وأكدت أن المستوطنات ستكون على الطاولة. وقالت برينو إن توقف تشيني في سلطنة عُمان جاء بناء على طلب من بوش الذي لم يتمكن من ادراج مسقط ضمن جولته السابقة. وأوضحت أن زيارة تركيا ستركز على العلاقات الثنائية وتطوير تعاونهما في حلف شمال الأطلسي. وأشارت الى أن ارتفاع أسعار النفط سيكون ضمن المحادثات، وأن تشيني سيكرر الطلب من"أوبك"زيادة انتاجها.