اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان بلاده لن تقطع اي تعهد للدفاع عن العراق ولن تسعى لاقامة قواعد دائمة هناك، في اطار الاتفاق الثنائي الجديد الرامي الى توفير اسس قانونية للوجود الاميركي على الاراضي العراقية. وقال غيتس امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان البلدين سيبدآن التفاوض خلال الاسابيع المقبلة لتحديد طبيعة علاقاتهما مستقبلا، وان الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه لن يفرض قيوداً على الرئيس الاميركي المقبل. وأوضح غيتس في رد على اسئلة اللجنة ان"الاتفاق على وضع القوات قيد البحث لن يتضمن اي تعهد بالدفاع عن العراق ولن يكون ايضا اتفاق اطار استراتيجياً". وأضاف ان"اعلان المبادئ"الذي وقعه الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تشرين الثاني نوفمبر لم يتضمن ايضا تعهداً اميركياً بالدفاع عن هذا البلد. كما اكد ان الولاياتالمتحدة لا تبحث عن اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق. وقال:"في كل الاجتماعات التي شاركت فيها تأكد، من الرئيس الى غيره من بقية الاصعدة الاخرى، اننا لا نريد قواعد دائمة في العراق". وتعتبر تلك التصريحات الاكثر وضوحاً من مسؤول اميركي حول ملامح الاتفاق المقبل الذي اطلق عليه اسم"ستايتس اوف فورسز اغريمنت"اتفاق حول وضع القوات والذي سيسمح باقامة اطار رسمي شرعي يترك الخيارات الاميركية والعراقية مفتوحة عندما تنتهي مهمة القوة الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة. وتوقع الولاياتالمتحدة اتفاقات من هذا القبيل مع كل الدول التي ترغب في اقامة قواعد دائمة فيها، بحيث تمكن تلك الاتفاقات من تحديد الوضع الشرعي للقوات الاميركية والهيئة القانونية التي يجب احالتها امامها في حال ارتكاب جرائم على ارض البلد المعني كما كان الحال في قضايا اغتصاب عدة في اوكيناوا بجنوب اليابان حيث توجد قواعد اميركية كبيرة. ويشعر الديموقراطيون في الكونغرس بالقلق من أن ادارة بوش يمكن أن تستخدم الاتفاق لتثبيت وجود عسكري أميركي طويل الاجل قبل انتخاب الرئيس المقبل في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر ويقولون ان الادارة يمكن أن تستخدمه لالزام الرؤساء في المستقبل بسياسة بوش الحالية بشأن العراق. واعتبر بعض الديموقراطيين ان أي اتفاق يشمل تعهداً بالدفاع عن العراق سيتطلب موافقة مجلس الشيوخ. وأبلغ السناتور الديموقراطي ادوارد كنيدي غيتس خلال جلسة القوات المسلحة في الكونغرس انه ينبغي أن تتاح الفرصة للكونغرس للموافقة على الاتفاق لان القوات الاميركية وأمن الولاياتالمتحدة معنيان به، قائلاً:"المخاطر كبيرة للغاية. أعتقد أنه يتعين أن تتاح للكونغرس الفرصة لقبول أو رفض أي التزام أو اتفاق أو ضمان أو تعهد أمني، بغض النظر عن الاسم. فهذا يؤثر على قواتنا وأمننا الوطني". وأبلغ غيتس اللجنة ان ادارة الرئيس بوش ستتبادل المعلومات مع الكونغرس أثناء المفاوضات بشأن الاتفاق مع العراق، غير أنه لم يصل الى حد الموافقة على طرح المعاهدة على مجلس الشيوخ للتصويت عليها. وقال:"اعتقد انه يجب التحلي بأكبر قدر من الانفتاح والشفافية مع الكونغرس خلال المفاوضات بشأن الاتفاق الخاص بوضع القوات كي تتمكنوا شخصياً من التحقق من عدم قطع مثل تلك الوعود وكي لا تقع مفاجآت".