يعتبر جون ماكين الذي تصدر منافسيه الجمهوريين الطامحين بالفوز بترشيح حزبهم للرئاسة الأميركية، من السياسيين المخضرمين، وأكبر المرشحين سناً 71 سنة. لكنه أيضاً خارج النمط التقليدي ومبغوض من قسم من قاعدة حزبه اليمينية المتطرفة. وتعليقاً على فوزه في تسع من الولايات ال21 التي شملتها الانتخابات التمهيدية الجمهورية، قال:"اعتقد بأنه ينبغي الاعتياد على فكرة أننا الأوفر حظاً بين مرشحي الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية". وماكين المولود عام 1936، هو من أبطال حرب فيتنام حيث اسر خمس سنوات. وهو يتحدر من عائلة من العسكريين المرموقين، إذ كان والده وجده ضابطين برتبة أميرال. ويشارك أحد أبنائه حالياً في القوات المنتشرة في العراق. ولطالما دافع السناتور عن اريزونا عن الحرب في العراق، على رغم انتقاده طريقة إدارتها. وعارض في شكل مباشر وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وهو يؤكد ان على الجيش الأميركي ان يبقى في العراق"مئة عام إذا اقتضى الأمر". كما ان خبرته في الجيش ومشاركته في العديد من اللجان النيابية حول الدفاع والسياسة الخارجية، تجعلان منه لاعباً يحظى باحترام كبير في هذه المجالات. وقال ماكين أخيراً:"إنني مؤهل اكثر من سواي على صعيد المعرفة والخبرة والسوابق والقدرة على التمييز، لقيادة هذه الأمة في وجه التطرف الإسلامي". وعلى رغم تأييده الثابت لسياسة الرئيس جورج بوش في العراق ولا سيما استراتيجية إرسال تعزيزات عسكرية الى هذا البلد التي بدأ تنفيذها في كانون الثاني يناير 2007 ومواقفه المحافظة في المواضيع الاجتماعية كالإجهاض وزواج مثليي الجنس، فان ماكين لا يحظى بتأييد الجناح الأكثر تطرفاً بين محافظي حزبه. وهو رجل قناعات اكثر منه حزبي، وتفرد بموقفه أحياناً بعيداً عن موقف البرلمانيين الجمهوريين، وهو ما حصل في شأن إصلاح قانون تمويل الحملات السياسية والهجرة. كما انه لا يتردد في خوض الحملة مع جو ليبرمان السناتور عن كونيتيكت شمال شرقي والديموقراطي السابق الذي اصبح مستقلاً ويبغضه المحافظون. كما يؤيد ماكين اكثر من معظم الجمهوريين، وضع قوانين لمكافحة الاحتباس الحراري. وفي ما يتعلق بموضوع التعذيب الذي يثير جدلاً كبيراً في الولاياتالمتحدة في ظل الشبهات التي تحوم حول تورط وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي في ذلك، فلطالما أكد ان لا شيء يبرر استخدامها. ويتمتع ماكين بصدقية كبيرة نظراً الى تجربته الأليمة في فيتنام التي تركت له آثاراً تمنعه من رفع ذراعيه في شكل كامل. لكن القاعدة الجمهورية ولا سيما الإنجيليين ومراقبين محافظين نافذين أمثال روش ليمبو، يأخذون عليه هذا"الابتعاد"عن خط الحزب. غير ان ماكين اذ يدافع عن حصيلته على صعيد التخفيضات الضريبية والإجهاض وحمل السلاح، يعول أيضاً على أصوات الناخبين المستقلين للفوز على الديموقراطيين. والسناتور الشائب الشعر والمنتخب في الكونغرس منذ 1983 من دون انقطاع، هو من المخضرمين في العمل السياسي، ووجد على الدوام الطاقة الكافية للعودة الى مقدم الساحة. ففي الانتخابات التمهيدية عام 2004، كان متقدماً في السباق الجمهوري قبل ان يهزمه جورج بوش. واعتبر هذا الصيف على وشك التخلي عن خوض المعركة الانتخابية بسبب نقص في التمويل. ولا يزال تدفق الأموال المرجو هذه السنة دون آمال فريقه حتى بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشير. وماكين أب لسبعة أولاد، ثلاثة منهم بالتبني. ومتزوج للمرة الثانية من سيندي. وفي حال فوزه في الانتخابات سيصبح عند دخوله البيت الأبيض في كانون الثاني يناير 2009، أكبر الرؤساء الأميركيين سناً.