أكدت الخرطوم مجدداً، أمس، انها لم تدعم تحالف المعارضة التشادي الذي حاول قلب نظام الرئيس إدريس ديبي، لكنها اقنعته بوقف النار والانسحاب من العاصمة نجامينا على رغم سيطرته عليها من دون مقاومة. وتحدثت عن جهود مع ليبيا لاحتواء الأزمة، واتصالات مع باريس في الشأن ذاته. وأكد وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف أمس أن حكومته لا مصلحة لها في عدم الاستقرار في تشاد لأن اضطراب الأوضاع هناك سينعكس سلباً على دارفور، موضحاً أنها أغلقت حدودها مع تشاد لمنع تسلل المتمردين بعد فشل جهود المصالحة بين نجامينا ومعارضيها. وقال المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق صلاح عبدالله إن حكومته أقنعت تحالف المعارضة التشادي بوقف النار والانسحاب من نجامينا على رغم سيطرته عليها من دون مقاومة، استجابة لطلب من القيادة الليبية التي كلّفتها القمة الافريقية مع الرئيس الكونغولي دوني ساسو نغيسو باحتواء الأزمة التشادية. وسيغادر وفد سوداني إلى طرابلس خلال يومين لمتابعة الوساطة. وذكر أن حكومته لم تقدّم أي دعم للمتمردين التشاديين لكنها دعمت الرئيس ادريس ديبي في وقت سابق وسلّحت الجيش التشادي من التصنيع العسكري السوداني، لافتاً إلى أن نجامينا تستغل ذلك السلاح في الاعلام باعتباره دعماً للمعارضة التشادية. وأضاف عبدالله أن حكومته أبلغت ديبى عقب فشل اجتماعات في الخرطوم في تشرين الثاني نوفمبر ضمّت السودان وليبيا مع الحكومة التشادية ومعارضيها لتنفيذ اتفاق طرابلس بين الطرفين، أن معارضيه يعتزمون قتاله، مؤكداً أن الخرطوم أغلقت حدودها مع تشاد لمنع تسلل أي معارض، مشيراً إلى أن الحدود طويلة كما أن الاوضاع في دارفور لا تمكن من ضبطها ومراقبتها بصورة كاملة. وأفاد أن المعارضة التشادية تحرّكت من منطقة تبستي في شمال تشاد المتاخمة للحدود مع ليبيا كما تحركت من الشرق، واستطاعت أن تصل إلى نجامينا بعد هزيمة الجيش التشادي في خارج العاصمة وشل 80 في المئة من قدراته، وسيطرت على نجامينا من دون مقاومة عدا القصر الرئاسي الذي يتحصن فيه ديبي وتحميه 4 مروحيات و27 دبابة. واتهم عبدالله الرئيس ديبي بالخضوع إلى ضغوط من قبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها، وجهات أجنبية ومعلومات مضللة من"حركة العدل والمساواة"المتمردة في دارفور مما دفعه إلى تغيير موقفه تجاه السودان على رغم أنه كان صديقاً للرئيس عمر البشير، موضحاً أن أركان النظام التشادي من قبيلة الزغاوة يدعمون في شكل مباشر متمردي دارفور بالمال والسلاح من وراء ظهر ديبي في بداية الأمر ثم بعلمه بعدما خضع الى الضغوط القبلية.