شيعت بلدة الوزاني الحدودية ظهر أمس الشاب اللبناني عبدالله دياب المحمد 40 عاماً الذي قضى برصاص إسرائيلي قرب السياج الحدودي الشائك. وبينما أعلن الجيش اللبناني أن"التحقيق ما زال جارياً لكشف ملابسات الاعتداء الخطير"، أعلن"حزب الله"على لسان النائب حسين الحاج حسن أن الحادث"لن يمرّ كأنّ شيئاً لم يحصل ولن نسكت عنه". وكانت مناطق الوزّاني - عين عرب - العباسية والغجر، شهدت ليل أول من أمس تصعيداً إسرائيلياً أدى إلى وفاة المحمد وجرح رفيقه سليم قبيسي فيما بقي مصير مواطن ثالث مجهولاً، وتردد أن قوة إسرائيلية اعتقلته ونقلته إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبعد وقوع الحادث تولت سيارة إسعاف تابعة للكتيبة الاسبانية العاملة في إطار"يونيفيل"نقل المحمد وقبيسي الى مستشفى مرجعيون، حيث توفي المحمد متأثراً بجروحه. وصدر عن قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه بيان أمس جاء فيه:"في خرق فاضح ومتكرر للسيادة اللبنانية أقدم العدو الاسرائيلي مساء أول من أمس، على إطلاق النار باتجاه الأراضي اللبنانية في القطاع الشرقي، ما أدى إلى مقتل المواطن عبدالله المحمد وإصابة المواطن سليم قبيسي بجروج خطيرة، وهما كانا موجودين في خراج بلدة الوزاني اللبنانية، وتبين أنهما غير مسلحين، كما أفيد عن احتمال وجود شخص ثالث في المكان نفسه يجرى التأكد من مصيره". وأعلن الجيش انه اتخذ وپ"يونيفيل"اجراءات"ميدانية في المنطقة المذكورة، ولا يزال التحقيق جارياً لكشف ملابسات هذا الاعتداء الخطير". وكانت الناطقة الرسمية باسم"يونيفيل"ياسمينا بوزايان أكدت"وقوع إطلاق النار في منطقة الغجر وإخلاء"يونيفيل"مواطناً لبنانياً جريحاً الى مستشفى في مرجعيون حيث فارق الحياة، وتم إخلاء مواطن آخر بواسطة الجيش اللبناني". وأضاف البيان:"باشرت"يونيفيل"تحقيقاً فورياً في الحادث لتقصي الحقائق، والنظر في ادعاءات أولية تتعلق بالتهريب". يذكر ان للمحمد شقيقين معتقلين منذ شهرين لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي هما خالد وعلي اللذان أوقفا آنذاك بتهمة تهريب بين لبنان والجانب الاسرائيلي. وكان القائد العام لپ"يونيفيل"الجنرال كلاوديو غراتسيانو على اتصال بكبار الضباط من كلا الجانبين، وحضهما على إظهار أكبر قدر ممكن من ضبط النفس. وميدانياً، عاشت المنطقة أمس أجواء توتر حذر، اذ جابت دوريات عسكرية إسرائيلية المنطقة فيما سجلت تحركات لدبابة إسرائيلية في محيط موقع الصهرة جنوب بلدة العباسية. وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية أن"دورية مشاة من قوات الاحتلال الاسرئيلي تقدمت الى منطقة الوزاني حيث أصيب الشابان اللبنانيان، وبعد معاينة المكان الذي يبعد من منازل الغجر المحتلة أكثر من مئة متر من جانب ضباط اسرائيليين عاينت قوة من الكتيبة الاسبانية المكان، فيما كان ضباط من الجيش اللبناني يراقبون الحركة الاسرائيلية والدولية في الجانب الآخر من نبع الوزاني وكذلك عناصر من قوى الأمن الداخلي". وسيّر الجيش اللبناني دوريات كثيفة في منطقة الوزاني - عين عرب وصولاً الى تلة الحمامص، بالتزامن مع دوريات للكتيبة الاسبانية. اتصالات ومواقف وتابع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة تطورات الوضع الأمني على الحدود الجنوبية، عبر اتصالات مفتوحة مع قيادتي الجيش اللبناني وپ"يونيفيل". كما اتصل ببعثة لبنان في الأممالمتحدة ووضعها في صورة التطورات تمهيداً لاتخاذ الاجراءات اللازمة. وقال وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ إنه يجري منذ ليل أول من أمس، اتصالات مع قيادتي الجيش وپ"يونيفيل"تتركز على"العمل العدواني الذي أقدمت عليه إسرائيل". وأضاف:"بعد استكمال المعطيات والمعلومات سنرى ما يجب عمله على صعيد الاجراءات الديبلوماسية، وسنحرص على إطلاع الأممالمتحدة على ما توافر لدينا من معطيات حول هذا الاعتداء، ونطلب اتخاذ الاجراءات المواتية". ولفت إلى"خطورة استمرار انتهاك إسرائيل الخط الأزرق أياً تكن طبيعة هذه الاختراقات". "حزب الله" واعتبر عضو كتلة"الوفاء للمقاومة"النائب حسين الحاج حسن ما حصل في الجنوب"استمراراً للاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية التي لم تتوقف"، مشيراً إلى أنّ"مئات الخروق الاسرائيلية سجّلت، لكن الديبلوماسية اللبنانية لم تنفع كما أن تسجيل الخروق من جانب"يونيفيل"لم ينفع". وقال الحاج حسن لپ"المؤسسة اللبنانية للإرسال":"من مسؤولية سلطة الأمر الواقع وپ"يونيفيل"والجيش التعاطي مع الاعتداء الإسرائيلي الواضح كما يجب"، مؤكداً"أنه لن يمرّ كأنّ شيئاً لم يحصل ولن نسكت عنه... حق المقاومة أن ترد عليه في يوم من الأيام". واستغرب الحاج حسن"مستوى الإدانات الخجول جداً وكأن المواطن عندنا ليس له قيمة"، ملاحظاً أن"الاعتداء لو حصل في الجهة المقابلة لسمعنا مسارعة للادانات حتى قبل أن تتّضح الصورة". الناطق الإسرائيلي وقال الناطق العسكري الإسرائيلي تل أبيب - يو بي أي في بيان إن"قوة عسكرية إسرائيلية أجرت عمليات تمشيط صباح أمس في موقع الحادث عند المشارف الشمالية لقرية الغجر وفي منطقة تقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية وتم خلالها العثور على حقيبتين تركهما المهربون وفي داخلهما كيلوغرامان من الهيرويين والحشيش". وأضاف:"سلمت الحقيبتان لوحدة حدود لبنان التابعة للجيش الإسرائيلي لمواصلة التحقيق في الأمر". وقال البيان إن"قوة تابعة للجيش الإسرائيلي أطلقت النار مساء أول من أمس باتجاه ثلاثة مشتبه بهم في قرية الغجر ولاحظت القوة أن واحداً منهم أصيب". وأضاف:"تم التعرف الى المشتبه بهم خلال محاولتهم تهريب مخدرات عند الحدود وفي منطقة تقع شرق نهر الحاصباني وتخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية"، مشيراً الى أن"الجيش الإسرائيلي يجري نشاطاً دائماً ومتواصلاً على طول الحدود الشمالية من أجل منع كل محاولة تسلل الى الأراضي الإسرائيلية والمس بقوات الجيش الاسرائيلي".