اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي قيادياً بارزاً في "لجان المقاومة الشعبية" أمس رداً على العملية التي نفذها مقاومان من حركة"فتح"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"في مدينة ديمونة الإسرائيلية. ونعت فصائل فلسطينية عامر قرموط"أبو الصاعد"40 عاماً الذي اغتالته قوات الاحتلال بصاروخ أطلقته عليه عندما كان خارجاً من حرم فرع جامعة القدس المفتوحة في شمال قطاع غزة ظهر أمس، بعد ساعات من عملية ديمونة. وتوعدت"لجان المقاومة الشعبية"برد سريع وموجع على اغتيال"أبو الصاعد"الذي يعد أحد مؤسسي لجان المقاومة وذراعها العسكرية"ألوية الناصر صلاح الدين"وتعرض لمحاولات اغتيال عدة خلال السنوات الأخيرة، وقصف منزله أكثر من مرة. وتبنت الهجوم على ديمونة"كتائب شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"، و"كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"سرايا المقاومة الموحدة"، وهي مجموعة جديدة غير معروفة. وأعلنت الأجنحة الثلاثة في مؤتمر صحافي في غزة اسمي منفذي العملية، وهما لؤي الاغواني 22 عاما من حي الصبرة في مدينة غزة، وموسى عرفات 24 عاماً من بلدة عبسان الصغيرة الواقعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأكد ناطقون باسم الأجنحة الثلاثة أن منفذي العملية وصلا إلى ديمونة عبر أراضي الخط الأخضر، وليس عبر صحراء سيناء المصرية، رافضين الإفصاح عن كيفية وصولهما إلى مكان العملية"لأسباب أمنية محضة". وحسب مصادر فلسطينية، فإن المنفذين خططا لتفجير أحدهما نفسه، على أن يتبعه الآخر بعد تجمع رجال الأمن والشرطة في المكان بغرض إيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى. وأطلقت الأجنحة العسكرية على العملية اسم"وعد الأوفياء". وأهدتها"كتائب أبو علي مصطفى"إلى"روح معلمنا وقائدنا الدكتور جورج حبش"عضو منظمة التحرير الفلسطينية الذي توفي قبل نحو أسبوعين. وعبر كثير من الفلسطينيين عن فرحتهم ورضاهم عن تنفيذ العملية الاستشهادية الجديدة أمس، قبل أن يعم الحزن أرجاء القطاع في أعقاب اغتيال"أبو الصاعد". لكن الفلسطينيين تخوفوا من رد فعل اسرائيلي عنيف على العملية الاستشهادية التي جاءت في وقت يشهد فيه القطاع حصاراً اسرائيلياً محكماً منذ سنوات طويلة تم تشديده اكثر من أي وقت مضى منذ نحو 8 أشهر. واعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية رد فعل طبيعياً على الجرائم والمجازر الإسرائيلية في حق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووصف الناطق باسم حركة"حماس"فوزي برهوم العملية"البطولية"بأنها"رد طبيعي على جرائم الاحتلال، وسياسة القتل والعقاب الجماعي والحصار والخنق واستهداف المدنيين". واعتبر أن"العملية تؤكد رفض الفصائل شطب حق المقاومة وتسليم سلاحها والاعتراف بالمحتل المجرم، وأنها ماضية قدماً في طريق الجهاد والمقاومة طالما هناك احتلال وعدوان على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، وهذا حق طبيعي كفلته القوانين والشرائع الدولية". وأكد الناطق باسم"حماس"سامي أبو زهري أن"الحركة تبارك العملية الاستشهادية وتدعو الاذرع العسكرية إلى الاستمرار في هذا النهج". واعتبر أنه"لا خيار أمام شعبنا إلا مواجهة الاحتلال بكل الاشكال والخيارات في ظل الجرائم الصهيونية من قتل وحصار أمام صمت دولي وضعف عربي غير مقبول". وتوعدت"لجان المقاومة الشعبية"برد مؤلم وقاس على اغتيال"أبو الصاعد". وقال الناطق باسمها"أبو مجاهد"أمس إن"العدو الاسرائيلي يشن حرباً مفتوحة ضد المقاومة الفلسطينية ورموزها، ويريد التهديد باستهداف قادة ورموز المقاومة، لكننا نشدد على أن رسائل الاحتلال وصلت وأن عليه انتظار رد مؤلم وقاسٍ من المقاومة الفلسطينية على جرائمه المتواصلة". وقالت اللجان في بيان إن"جريمة اغتيال قائدنا سيرد عليها بحجم تلك الجريمة باذن الله وستكون حرباً مفتوحة، وحيث يكره العدو". وتعهدت"الرد بأكثر ما يؤلم العدو، وهو أن نبقى مستمرين في مقاومتنا وجهادنا حتى تحرير كامل أرضنا المغتصبة". واعتبرت ان"استشهاده لن ينتزع فرحة شعبنا بالإنجاز الجهادي المبارك لمقاومة شعبنا المتمثل في اقتحام حصون بني صهيون، واصابتهم في ما يكرهون في عقر تحصيناتهم ديمونة التي يوجد فيها المفاعل النووي الاسرائيلي وتخضع لاجراءات امنية مشددة لا تخضع لها سواها من المدن الاسرائيلية". والتزمت حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة إسماعيل هنية الصمت إزاء عملية ديمونة. وقبل تنفيذ العملية بساعات قتلت قوات الاحتلال الناشطين في"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"أحمد أبو زيد 32 عاماً وعمار زكارنة 20 عاماً، وجرحت ثالثاً في عملية نفذتها في بلدة قباطية في الضفة الغربية. وقال شهود إن قوات الاحتلال أصابت الناشطين بجروح، وتركتهما ينزفان حتى الموت. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 11 ناشطاً فلسطينياً من"كتائب الاقصى"في الضفة الغربية ليل الاحد - الاثنين، بينهم أحد المطلوبين لديها روحي حشاش 24 عاماً. وأعلنت"سرايا القدس"أمس أنها اطلقت صاروخين على بلدة سديروت داخل الخط الاخضر إلى الشرق من بلدة بيت حانون شمال القطاع، كما أعلنت"كتائب المقاومة الوطنية"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"أنها أطلقت صاروخاً واحداً على معبر صوفاه شمال شرقي مدينة رفح"في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال".