تضاربت امس المواقف والتصريحات ازاء نتائج المحادثات التي اجريت في القاهرة لحل مشكلة المعابر الحدودية بين قطاع غزة ومصر. ففي حين جددت حركة"حماس"القول ان"أي اتفاقات جديدة لا يمكن أن تتم بعيداً أو بمعزل"عنها، تمسكت مصادر في السلطة الفلسطينية بالعودة الى العمل باتفاق العام 2005 وبحل أزمة معبر رفح في إطار حل شامل لمشكلة السيادة على القطاع. لكن مصادر"حماس"اشارت الى ان التفاهمات الاولية التي تم التوصل اليها في القاهرة تتضمن تولي مصر التنسيق بين"حماس"والسلطة في ادارة المعابر. راجع ص 4 واعلن القيادي في"حماس"الدكتور محمود الزهار في مؤتمر صحافي عقده في مدينة رفح لدى عودته من القاهرة انه"تم التوصل الى تفاهمات كثيرة سيتم تنفيذها تدريجاً"، مشيراً الى ان احداها يتمثل في بدء اغلاق الحدود بين القطاع ومصر اعتبرا من اليوم. واضاف انه تم الاتفاق ايضا على"تشكيل قنوات اتصال مشتركة، سيصل الطرفان بموجبها الى حدود منظمة"، مؤكدا ان الحكومة المقالة في غزة"ستعمل كل ما في وسعها لضبط الحدود". واوضحت مصادر في"حماس"ل"الحياة"ان الجانب المصري وعد بأن يراعي مصالح الحكومة المقالة، مشيرة الى ترتيبات اتصال وارتباط دائم بين مصر وحكومة اسماعيل هنية، بما يتضمنه ذلك من تنسيق مع الجانب الفلسطيني ممثلي السلطة المشرفين على ادارة المعبر بالتعاون مع المراقبين الأوروبيين. وذكرت مصادر متطابقة من مصر والسلطة ان ادارة المعبر من الناحية الرسمية ستعود الى ما كانت عليه قبل سيطرة"حماس"على القطاع، مشيرة الى ان ممثل الرئيس محمود عباس في القاهرة الدكتور نبيل شعث بدأ اتصالات مع الجانب الاوروبي لوضع ترتيبات لاعادة تشغيل المعبر الذي كان يديره موظفون في السلطة يعملون تحت اشراف الحرس الرئاسي، وتحت رقابة أوروبية مباشرة، ورقابة غير مباشرة فلسطينية ? اوروبية - اسرائيلية. في المقابل، أكد مصدر قريب الى السلطة الفلسطينية أن الاخيرة متمسكة بحل أزمة معبر رفح في إطار الحل الشامل لمشكلة السيادة على غزة. وكان الرئيس عباس ترك القرار النهائي في مسألة المعبر لمصر بعد ان ابلغها في الزيارة الأخيرة تمسكه بتطبيق اتفاقية المعابر للعام 2005. وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربة القريب الى عباس ان مصر والاتحاد الاوروبي لا يبدوان مستعدين لغير اتفاق العام 2005، مضيفا ان اسرائيل تسعى الى الخلاص من القطاع وتحميل اعبائه لمصر. في هذا الصدد، اتهم الناطق باسم"حماس"سامي أبو زهري امس المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية الى الشرق الاوسط توني بلير بالتآمر لابقاء معبر رفح الحدودي مغلقاً و"قطع الطريق على محاولة حماس فتحه وفق ترتيبات جديدة". ومن المفترض أن يكون سولانا وصل أمس إلى القاهرة وأجرى محادثات مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في شأن الأوضاع في غزة وتشغيل معبر رفح، على أن يلتقي اليوم الرئيس حسني مبارك. ونقلت وكالة"أسوشيتد برس"عن مصدر أمني مصري أن الشرطة أوقفت فلسطينيين يحملان قنبلة عبرا بها الحدود من غزة، لجى محاولتهما التسلل إلى عمق سيناء. وقال إن هاني حمدان 26 عاماً وشقيقه رامي 21 عاماً اعتقلا في قرية الماسورة التي تبعد 4 كلم عن الحدود، وهما يحاولان الوصول إلى مدينة العريش للتسلل إلى جنوبسيناء المكتظ بالمنتجعات السياحية. وأصدرت الرئاسة الفلسطينية مساء أمس بياناً دانت فيه بشدة"أي محاولة للمساس بالأمن القومي المصري". وحذرت"من تورط أي جهات فلسطينية في مثل هذه الاعمال التي تلحق أفدح الأخطار بمصلحة الشعب الفلسطيني أولاً، وبالقدر نفسه بالشعب المصري الشقيق الذي وقف وما زال إلى جانب شعبنا وقضيتنا".