حوّل النائب جون لويس، وهو ديموقراطي من جورجيا، وزعيم لحركة الحقوق المدنية الاميركية، تأييده من هيلاري كلينتون الى باراك اوباما في السباق الديموقراطي في انتخابات الرئاسة. وفي احدث انتكاسة لحملة كلينتون قبل ايام فقط من الانتخابات الاولية الديموقراطية الحاسمة في اوهايو وتكساس، قال لويس ان ناخبي دائرته يؤيدون اوباما سناتور ايلينويز، وأن"واجبه... أن يعبر عن ارادة الشعب". وكانت كلينتون تأمل في ان يساعدها لويس، الذي ضرب بقسوة أثناء تظاهرات للحقوق المدنية في الستينات، في الفوز بدعم الناخبين السود. وقال لويس في بيان يشرح سبب تحوله:"شيء ما يحدث في أميركا"، وأضاف:"الناس يضغطون من اجل يوم جديد في السياسة الاميركية، وأعتقد انهم يرون السناتور اوباما على انه رمز لهذا التغيير". وقال اوباما في بيان أثناء لقاءات ضمن حملته في اوهايو:"جون لويس بطل اميركي وعملاق لحركة الحقوق المدنية، ويشرفني بقوة ان احصل على دعمه". ولدى سؤال كلينتون عن التحول في موقف لويس، قالت انها تحترم لويس وتفهم انه كان تحت ضغط هائل. وأضافت:"في نهاية الامر، المسألة لا تتعلق بمن يدعمنا، وإنما بما نقدمه وبخبراتنا ومؤهلاتنا... وأعتقد ان هذا شيء سيقرره الناخبون". في الجانب الجمهوري، فاز المرشح الرئاسي الجمهوري جون ماكين بتأييد الزعيم الانجيلي في تكساس، جون هاغي، فيما قد يعزز موقف ماكين بين المحافظين الدينيين الذين ترددوا في تأييده. وهاغي الذي يرأس كنيسة تضم 19 الف عضو في سان انتونيو، معروف بتأييده الصريح لإسرائيل وبكتاباته عن الشرق الاوسط، حيث يتصور حدوث صدام دموي بين الشرق والغرب قبل عودة المسيح. وقال ماكين في مؤتمر صحافي:"شرفني جداً تصديق القس جون هاغي اليوم"، وأضاف:"كان الزعيم الأكثر حماسة لحركتنا الانجيلية المسيحية في كثير من المجالات، لكن بصورة خاصة وأكثر خصوصية، علاقاته الوثيقة ودفاعه عن حرية دولة اسرائيل واستقلالها". وقال هاغي وهو يقف بجوار المرشح الجمهوري، انه معجب بموقف ماكين المؤيد لاسرائيل والتزامه تعيين قضاة محافظين، ومعارضته للإجهاض. وأضاف:"النصر في متناول أيدينا، لأن جون ماكين يعرف أنه ليس خطأ على الإطلاق أن تفعل الأمر الصواب". والمحافظون المسيحيون جزء مهم من القاعدة الجمهورية. لكنّ كثيرين منهم ترددوا حتى الآن في تأييد سناتور اريزونا. وعقب انتصاراته في الانتخابات التمهيدية، أصبح ماكين المرشح الجمهوري شبه المؤكد، لكنّ كثيراً من الانجيليين ما زالوا يؤيدون منافسه مايك هاكابي، وهو مبشر معمداني ومحافظ سابق لأركنساو. وقال كثيرون من الزعماء المسيحيين المحافظين انهم لن يصوتوا لماكين في انتخابات تشرين الثاني نوفمبر اذا كان هو المرشح. وحظي تأييد ماكين لحرب العراق، وانتقاده الشديد للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، بإشادة من هاغي، الذي سبق ان دفع آلاف المسيحيين الانجيليين الى واشنطن للضغط لمصلحة اسرائيل. وكتب هاغي أن الأحداث في الشرق الاوسط تشير الى نبوءة إنجيلية عن عودة مرتقبة للنبي عيسى عليه السلام، يجب ان يرحب بها المسيحيون. ويزعم الكتاب ايضاً ان ادولف هتلر والكنيسة الكاثوليكية وحّدا جهودهما في مؤامرة لتدمير اليهود. وقال هاغي للصحافيين:"دعمنا لإسرائيل ليست له علاقة على الاطلاق بسيناريو نبوءة في الازمنة الاخيرة"، وأضاف:"انهم ديموقراطية في الشرق الاوسط، ويستحقون الدعم من أميركا وشعب أميركا المسيحي". وقال ماكين، وهو يستقل طائرة حملته انه ليس له اطلاع جيد على كتابات هاغي. وأضاف:"اعتقد انه زعيم رائع، وأقدّر التزامه تجاه اسرائيل". إلى ذلك، أعلن عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ في مقال نشرته صحيفة"نيويورك تايمز"، أنه قرر عدم خوض انتخابات الرئاسة، ليضع حداً لتكهنات منذ وقت طويل بأنه يمكن ان يرشح نفسه كمستقل. وأضاف بلومبرغ في مقال رأي:"أنصت باهتمام الى من شجعوني على الترشح، لكنني لست، ولن أكون مرشحاً لمنصب الرئيس". وأول من أمس، قال بلومبرغ:"لست مرشحاً لمنصب رئيس الولاياتالمتحدة"، وهي جملة استخدمها كثيراً، وبدا أنها تترك الباب مفتوحاً أمام ترشيح نفسه في وقت متأخر من الحملة الرئاسية. ولم يذكر بلومبرغ سبباً لقراره عدم الترشح، ولم يعلن تأييده لمرشح معين، لكنه قال انه سيدعم المرشح الذي"يتخذ نهجاً مستقلاً غير حزبي، ويتبنى حلولاً عملية تتحدى المعتقدات الحزبية التقليدية". وكتب أنه"سينضم الى الآخرين في مساعدة ذلك المرشح على الفوز بالبيت الابيض".