قللت الخرطوم أمس من إطلاق 45 منظمة دولية حملة تدعو الأممالمتحدة إلى الضغط من أجل اعتقال وزير الدولة للشؤون الإنسانية أحمد هارون والقيادي في قوات الدفاع الشعبي علي كوشيب اللذين تتهمهما المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وجرى إطلاق الحملة تحت عنوان"مطلوبون لارتكابهم جرائم حرب". وتريد الحملة من مجلس الأمن الضغط من أجل الاعتقال الفوري لهارون وكوشيب، كما تدعو الأممالمتحدة إلى فرض عقوبات تستهدف الأفراد المتورطين في النزاع في دارفور مثل تجميد أرصدة المسؤولين السودانيين الذين يقومون بدعم الميليشيات. ونشرت الحملة ملصقات عليها صور المتهمين بارتكاب جرائم ضد المدنيين في دارفور، كما دعت الناس الى إرسال رسائل الكترونية تطالب الأممالمتحدة باعتقالهما. لكنّ مسؤولاً سودانياً بارزاً قلل من الحملة واعتبرها موقفاً سياسياً، وقال ل"الحياة"إن حكومته"اعتادت من جهات لها أجندة ضد البلاد إثارة الغبار على السودان كلما لاحت بوادر انفراج سياسي". إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السوداني دينق الور تشكيل لجان فنية لمناقشة القضايا المطروحة بين السودان وأميركا وفق جدول زمني لستة أشهر وذلك لتطبيع العلاقات بين البلدين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقال في تصريحات صحافية أمس إن السودان حدد جدولاً زمنياً لستة أشهر لحل كل الخلافات العالقة بين البلدين. وأضاف:"سنعمل سوياً لوضع إطار لقضية دارفور إلى جانب حل المشاكل المتبقية في اتفاق السلام في جنوب البلاد". وفي رده على أسئلة الصحافيين قال ألور إن الزيارة الحالية للمبعوث الأميركي إلى السودان ريتشارد وليامسون تأتي في إطار استعداد أميركا لبداية الحوار الحقيقي والجاد للتطبيع، مشيراً إلى انه ما زالت هناك بعض المعوقات وإن الأمر يتطلب تنازلات من الطرفين لانجاز المطلوب خلال ستة أشهر. وقال الناطق باسم الخارجية السفير علي الصادق في تصريح أمس إن وزارته تحتاج الى سماع رأي أوضح بعد عودة وليامسون الى واشنطن. وأضاف:"لا نستطيع أن نقول إن ذلك عدم جدية من جانب الإدارة الأميركية التي أرسلت مبعوثاً في إطار الجهود المبذولة من البلدين لاقامة علاقات متوازنة واعادة الثقة المفقودة بين الجانبين". وأضاف:"نحتاج إلى رأي أوضح بعد أن يعود وليامسون إلى بلاده وينقل انطباعاته الى الرئيس جورج بوش"، وشدد على أن حكومته لا ترى أن هناك أي خلاف جوهري. وكانت الخارجية الأميركية قالت إن ليس هناك أي جدول زمني مقترح لتطبيع العلاقات، وقال الناطق باسمها توم كيسي إن السودان يجب أن يساعد أولاً في انهاء العنف في منطقة دارفور والتعاون في تشكيل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي. في غضون ذلك، بدا مساعد الرئيس نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور نافع علي نافع واثقاً من اكتساح حزبه للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة وتشكيله للحكومة بغالبية كبيرة، ووجه انتقادات حادة الى من سماهم دعاة حقوق الانسان والتحول الديموقراطي، وقال إن هناك أصواتاً تتحدث منذ الآن عن إمكان تزوير الانتخابات ولكن حزبه لا ينشغل بها. وأضاف:"نحن قادرون على حماية نتيجة الانتخابات". وأضاف نافع الذي كان يتحدث أمام حشد جماهيري في مدينة الدويم في وسط البلاد:"سنحارب جالوت الباطل ونتمنى أن ينهزم على أيدينا".