أعلن وزير الحرب في الكيان الصهيوني، ايهود باراك، في لجنة العلاقات الخارجية والدفاع، عن صدور أوامر الى الجيش الصهيوني بالاستعداد لشن هجوم واسع على قطاع غزة. فهاجمت طائرات صهيونية من طراز"اف 16"، مجمعاً سكنياً في مخيم البريج. وأودى هذا الهجوم بحياة 8 شهداء، وأوقع اكثر من 50 جريحاً. وأراد الصهاينة بالهجوم هذا، اغتيال أحد قادة"حركة الجهاد الاسلامي"بفلسطين. ويظهر استمرار مسلسل عمليات الاغتيال بفلسطين، واغتيال عماد مغنية، أحد قادة"حزب الله"في لبنان، أن الكيان الصهيوني يتوسل الاغتيال الى التستر على هزائمه السياسية والاقتصادية والعسكرية في مواجهة حركات المقاومة في فلسطينولبنان. وجليّ أن نشر تقرير فينوغراد، وهو حدد أسباب الهزيمة في حرب ال33 يوماً، عمّق هوة الخلاف بين مؤسسات الكيان الصهيوني السياسية والعسكرية. وتزامن صدور التقرير مع مهاجمة أهالي غزة الحدود مع مصر، وكسرهم الحصار الاقتصادي المفروض عليهم. وأفشل الأهالي مشروع بناء جدار عازل حول المناطق الفلسطينية. ونجح الفلسطينيون في تنفيذ عملية استشهادية في ديمونا، على رغم كثرة الاجراءات الأمنية المشددة في المنطقة التي تؤوي مفاعلاً نووياً. وأدت العملية الاستشهادية الى قتل وجرح عدد من الخبراء في التكنولوجيا النووية في هذا الكيان. ولا ريب في ان الكيان الصهيوني زاد اعتداءاته الإرهابية ضد قادة حركات المقاومة. والسبب هو إصابة الكيان هذا بأزمة أفقدته رباطة جأشه. ورد حركات المقاومة على الاغتيالات يفاقم أزماته. وإثر خطاب السيد حسن نصر الله الأخير في تشييع الشهيد عماد مغنية، وتلويحه بتوسيع عمليات المقاومة الإسلامية الى الخارج، سادت مشاعر الرعب عند الصهاينة والعسكريين. ويبدو ان الكيان الصهيوني سعى، من وراء الاعتداءات المتعاظمة على غزة، الى صرف اهتمام الرأي العام عن خطط اسرائيل التوسعية الاستيطانية الجديدة في القدسالشرقية، وصرف الأنظار عن استكمال تهويد القدس، وإنشاء أكثر من 1100 وحدة سكنية جديدة. وحصد الكيان هذا ثمار هجماته الاخيرة. فرفع الفلسطينيون مستوى عملياتهم الدفاعية. واستأنفت"حماس"العمليات الاستشهادية بعد توقف نحو أربع سنوات. ولكن الهجمات الاسرائيلية الاخيرة نجم عنها تردي الوضع الإنساني في غزة. ولا شك في ان الاجراءات الصهيونية تخالف المبادئ الدولية والقانون الدولي. وبموجب هذا القانون، ترقى هذه الاجراءات الى مصاف جريمة حرب وتترتب عليها المحاسبة في المحاكم الدولية. وفي وسع الدول الإسلامية والعربية ملاحقة الكيان الصهيوني أمام القضاء الدولي، وردع إسرائيل عن عدوانها ومواجهة جرائمها بفلسطين. عن غلام رضا قلندريان،"قدس"الايرانية، 17/2/2008