سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترجيح نتائج من التحقيق في اغتيال مغنية اليوم ومعلومات عن توقيف فلسطينيين في دمشق . بوش وسعود الفيصل يبحثان الوضع اللبناني وإتجاه إلى "اجراءات اميركية - اوروبية" ضد سورية
عاش اللبنانيون أمس تداعيات الحدثين الكبيرين اللذين شهدوهما الخميس، أي إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والحشد الضخم الذي تخلل المناسبة، فضلاً عن المواقف التي أُعلنت خلالها من الأزمة السياسية، وتشييع القائد العسكري في"حزب الله"عماد مغنية الحاج رضوان بعد إعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الاستعداد للحرب المفتوحة مع إسرائيل التي اتهمها باغتيال مغنية، بينما استمرت التحقيقات المكثفة في دمشق في العملية وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان هذه التحقيقات"ستثبت بالدليل القاطع مَن قتل مغنية". وإذ رجحت مصادر مطلعة في بيروت ان تعلن معلومات عن نتائج التحقيق في اغتيال مغنية اليوم في العاصمة السورية، نقلت وكالة"رويترز"عن"مصدر أمني لبناني"أمس ان"التحقيقات المشتركة في الانفجار جارية بين السوريين والإيرانيين وحزب الله وأوقف بعض المشتبه بهم في العاصمة السورية، ومعظم هؤلاء هم من الفلسطينيين المقيمين في سورية". راجع ص 2 و3 وتصدر الملف اللبناني محادثات اجراها امس في واشنطن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مع الرئيس جورج بوش، في ظل أجواء في العاصمة الأميركية تتحدث عن اتجاه الى"اجراءات أميركية - أوروبية مشددة"تجاه سورية. وتأتي زيارة سعود الفيصل لواشنطن حيث التقى ايضا نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس، في اطار جولة قادته الى مصر وفرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا، ناقش خلالها الاوضاع في المنطقة، خصوصا الوضع اللبناني وتعثر إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأكد مسؤول في البيت الأبيض ل"الحياة"أن بوش"عقد لقاء مغلقا"مع الوزير السعودي استغرق حوالى الساعة، بحث فيه الطرفان في الموضوع اللبناني وعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ونتائج زيارة سعود الفيصل الى عواصم أوروبية. وأكد المسؤول الأميركي أن هناك"تقاربا كبيرا في وجهات النظر بين الرياضوواشنطن"ازاء الموضوع اللبناني، وان هناك"استياء أميركيا بالغا حيال دور سورية وتعطيلها الانتخابات اللبنانية". وشدد المسؤول على موقف واشنطن من أهمية استعجال انشاء المحكمة الخاصة في لبنان، والتي كانت ضمن محادثات اجراها بوش امس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفهم أمس من مصادر أميركية مطلعة على الملف اللبناني أن واشنطن تدرس سلسلة خيارات مع الجانب الأوروبي"لتشديد الضغط على سورية"تمهيدا لايجاد مخرج للأزمة اللبنانية. وكان سعود الفيصل التقى رايس أول من أمس قبل اجتماعه ببوش. كما من المقرر أن يجتمع قريبا السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي. وفيما أظهرت مناسبتا أول من أمس استمرار حال التباعد بين فريقي الأكثرية والمعارضة في لبنان، فإن قادة المعارضة الذين تقاطروا الى التعزية بالحاج رضوان في ضاحية بيروت الجنوبية هاجموا مواقف خطباء مهرجان 14 شباط في ساحة الشهداء. ووجه زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري الشكر للحشود التي تجمعت في ساحة الشهداء أول من أمس في ذكرى اغتيال والده، مخاطباً هؤلاء قائلاً:"ستكونون بإذن الله جسر الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وإنهاء حال الفراغ المرفوض في قصر بعبدا... وإلى السيادة الكاملة". وزاد:"كنتم أقوى من حملات التهديد والوعيد فنجح معكم قوى 14 آذار من جديد". وتأمل قوى 14 آذار بأن يشكل الحشد الذي نظمته الخميس دفعاً من اجل التوصل الى حلول تؤدي الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، خلال الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري في 26 الجاري. وتوقع بعض المصادر تحريك الاتصالات في شأن المبادرة العربية واستكمال جهود تطبيقها مطلع الأسبوع المقبل، في محاولة للتمهيد لهذا الانتخاب مع عودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت للاجتماع الى قادة المعارضة والأكثرية في 24 الجاري. وأعربت مصادر ديبلوماسية متابعة لجهود تطبيق المبادرة العربية عن خشيتها من ان يؤدي عدم انتخاب سليمان في 26 الجاري الى تفاقم التباعد في المواقف العربية، في شكل يهدد عقد القمة العربية في دمشق آخر الشهر المقبل. استنفار... وحذر على صعيد تداعيات اغتيال مغنية كان البارز أمس أنباء الاستنفار والحذر والتدابير التي اتخذها الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، ومنها لتجنّب وقوع جنوده في مكامن لخطفهم من"حزب الله". وأُبعدت الدوريات الإسرائيلية الراجلة والمؤللة عن الحدود، كما اتخذت الدولة العبرية تدابير احترازية اذ طلبت من مواطنيها ورجال أعمالها الذين يسافرون الى الخارج الحذر في سلوكهم من أي أعمال خطف، فضلاً عن اتخاذها تدابير حماية لسفاراتها ومكاتبها وكنسها في أنحاء العالم، بعد إعلان"نصر الله"الحرب المفتوحة معها رداً على اغتيال مغنية. وواصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي محادثاته في دمشق أمس، بعد لقائه الرئيس بشار الأسد والوزير المعلم أول من أمس، فالتقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وأفادت وكالة"سانا"بأنهما بحثا في"أوضاع المنطقة وسبل تعزيز تعاون البلدين في شتى المجالات، وجرى التأكيد على إدانة العمل الإرهابي الذي استهدف الشهيد عماد مغنية". ورجحت أوساط سورية ل"الحياة"وجود"عملاء غير سوريين"في تنفيذ عملية اغتيال مغنية، باستعمال جهاز تحكّم من بُعد لتفجير سيارة"ميتسوبيشي"بمجرد مرور مغنية قربها مساء الثلثاء الماضي. وتواصلت ردود الفعل الخارجية على اغتيال مغنية، خصوصاً من طهران، حيث أكد نائب وزير الخارجية علي رضا شيخ عطار ان ايران وسورية ستشكلان لجنة تحقيق في عملية الاغتيال"لفضح المشاركين في هذا العمل الجبان وتحميل المقصرين مسؤولية عملهم". وقال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني ان مغنية"استشهد مظلوماً وتعرض لدعايات مغرضة وظالمة بعد موته". وسارت تظاهرة في طهران استنكاراً لاغتيال مغنية، وهتف المشاركون فيها"الموت لأميركا"و"الموت لإسرائيل"... وطالبوا مجلس الأمن بالتدخل لوقف"الإجراءات الوحشية للكيان الصهيوني". وفيما تناولت كلمات صلاة الجمعة في عدد من مساجد الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع اغتيال مغنية، وأقيمت مجالس عزاء في بعلبك والنبطية اضافة الى الضاحية حيث تقبلت قيادة"حزب الله"التعازي، دان التيار الصدري في العراق، في صلاة الجمعة في مدينة الصدر في بغداد اغتيال مغنية واعتبره خطيب الصلاة امام المصلين الإمام سهيل العقابي"بطل المقاومة". التحقيق وأفاد بعض المعلومات عن التحقيقات في اغتيال مغنية ان الأخير اصيب اصابة قاتلة في الرأس لأن العبوة التي فُجّرت في العملية كانت موجهة، وأن جسمه لم يصب. وأكدت وكالة"رويترز"الأنباء عن تعيين بديل لمغنية في القيادة العسكرية ل"حزب الله"، فور مقتله. وأشارت الوكالة الى ان السيارة المفخخة التي قتل بواسطتها، فُجّرت فيما كانت متوقفة على مقربة من سيارته، وهو يسير بجوارها مغادراً مبنى كان يزوره. وتردد بحسب مصادر متطابقة في بيروت ان مغنية كان خارجاً من اجتماع عقده في المبنى الذي ركن سيارته قريباً منه. اما على صعيد تداعيات ذكرى 14 شباط، فقد شهد بعض احياء بيروت امس إشكالات من ذيول تلك التي حصلت اول من امس بين جمهور المعارضة وجمهور الأكثرية، وحصل توتر أمس بين مناصرين ل"حزب الله"وآخرين لتيار"المستقبل"، في منطقة رأس النبع، طُوّق بعد حضور الجيش اللبناني وإجراء اتصالات بين قيادتي الفريقين.