ان معرفة لون البول ومظهره مسألة مهمة وتشكل جزءاً من فحص البول الروتيني، وفي الحال الطبيعية يتراوح لون البول بين الشفاف العديم اللون والأصفر الغامق. ويرتبط لون البول بما يتناوله الانسان من مأكولات ومشروبات. ولتغير لون البول دلالات معينة في تشخيص الأمراض. فهناك أطعمة تؤثر في لون البول مثل الجزر الذي يجعله اصفر غامقاً، والشمندر الذي يحول لونه الى الأحمر، وعشبة الراوند التي تؤدي الى لون بني او أحمر. أيضاً هناك طائفة واسعة من الأدوية التي تحدث تبدلات في لون البول، لذا يجب على المريض ألا يتأخر في إعلام طبيبه بأي دواء يتناوله. ان التغير في لون البول قد يساعد في التوجه صوب العلة التي يعاني منها الشخص: - اذا تحول لون البول الى البرتقالي، فهذا قد يشير الى الإصابة باليرقان ابو صفار. - اذا تحول الى اللون الأصفر الغامق، فإنه يدل إلى حدوث الجفاف أو الى تناول المركبات الحاوية على الفيتامين ب12. - اذا كان اللون عكراً، فهذا قد يدل إلى الإصابة بالحصيات الكلوية أو الالتهابات البولية. - اذا تحول اللون الى أحمر قاتم فقد يعني حصول نزف في الكلية. اما اللون الفاتح فيدل عادة إلى حصول نزف في المسالك البولية السفلى. - اذا تبدل لون البول الى الأخضر، فقد ينتج هذا من تناول بعض الخضار مثل الهليون. وللون البول أهمية قصوى في تشخيص بعض الأمراض، ولا يخفى أن فحص البول بالعين المجردة لقراءة لونه ومعرفة مظهره كان يلعب الدور الأكبر في التشخيص عند الأطباء القدامى، وقد بلغ العرب في ذلك شأنا كبيراً، وتمكنوا بواسطة هذه الوسيلة البسيطة من التمييز بين بول الذكر والأنثى، وفي هذا قال العلاّمة ابن سينا:"بول النساء على كل حال أغلظ وأشد بياضاً، وأقل رونقاً من بول الرجال، وذلك لكثرة فضولهن، وضعف هضمهن، وسعة منافذ ما يندفع عنهن...". أما الرازي فقال:"بول الرجل اذا حركته كدر، وأخذ الكدر يصعد الى فوق، وبول النساء فيه رقة لا يتكدر اذا حركته...". ويورد ابن سينا بعض الإرشادات حول طريقة اجراء فحص البول، فيقول:"واعلم ان البول كلما قربته منك ازداد غلظاً، وكلما أبعدته ازداد صفاء، واذا أخذ البول في قارورة، فيجب ان يصان عن تغيير البر والشمس والريح، وأن ينظر اليه في الضوء من دون ان يقع عليه الشعاع، بل يستتر عن الشعاع، فحينئذ يحكم عليه من الأعراض التي ترى فيه".وعن لون البول فهو عند ابن سينا طبقات تشمل اللون الأصفر، واللون الأحمر، واللون الأخضر، واللون الأسود، واللون الأبيض، واللون الشبيه بالمني، اضافة الى الألوان المركبة مثل اللون الشبيه بغسالة اللحم الطري، واللون الزيتي. ولكل لون من هذه الألوان دلالته إلى مزاج المرض وطبيعته وإنذاره بالنسبة الى الشفاء أو الموت.