تمنى النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت على الدول العربية "المحبة لوحدة السودان"أن تضخ استثماراتها في جنوب البلاد أسوة بشماله، مؤكداً أن ذلك الأمر من شأنه المساعدة في إقناع أبناء الجنوب على خيار الوحدة. وقال سلفاكير في مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس:"ناقشنا الأمر الاستفتاء على مصير الجنوب المقرر في العام 2011 خلال لقائنا مع الرئيس مبارك، ونؤكد أن خيار الوحدة هو خيارنا الأول ونعمل من أجل أن يكون خياراً جاذباً وليس كاذباً". وأضاف:"من أجل هذه الغاية يجب الإسراع في عملية التنمية في جنوب السودان حتى يتشجع أهل الجنوب خلال الاستفتاء على اختيار الوحدة وليس الانفصال"، مؤكداً أن"الدور الأكبر لتعزيز خيار الوحدة إنما يقع في الأساس على حكومة الوحدة الوطنية في الخرطوم". وكان مبارك استقبل سلفاكير في حضور وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والوفد المرافق للضيف السوداني الذي يضم عدداً من وزراء حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان. وأوضح سلفاكير أنه أطلع الرئيس مبارك على مجريات تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان والبنود التي لم يتم تنفيذها في هذا الاتفاق حتى الآن، مشيراً إلى أن هذه البنود تتعلق ببروتوكول"أبيي"، إذ لم يتم حتى الآن ترسيم الحدود بين شمال السودان وجنوبه، إضافة إلى مسألة إجراء تعداد للسكان، ثم إجراء الانتخابات العامة التي تسبق الاستفتاء العام في نهاية الفترة الانتقالية. وأضاف أن اللقاء تناول كذلك مشاريع التنمية في جنوب السودان خصوصاً المناطق التي تضررت من الحرب، منوهاً بأن هذه المشاريع تلقى دعماً من حكومة مصر. وقال إنه طلب من مبارك العمل مع حكومة السودان لإيجاد حل سلمي في دارفور بدل الحل العسكري. ورداً على سؤال حول جهود حكومة السودان في جمع الفصائل الدارفورية المتصارعة للحوار في جنوب السودان، قال"إننا في حكومة جنوب السودان استأذنّا الرئيس السوداني في الاستفادة من علاقاتنا مع المجموعات المحاربة في دارفور بحكم وجودنا في المعارضة من قبل من أجل تجميع هذه المجموعات في الجنوب والعمل على توحيدها والتحدث معها لتشجيعها على الوصول إلى التسوية المطلوبة"، مؤكداً أن لا غرابة في ذلك باعتبار أن الجنوب هو جزء من السودان، وأوضح أن هذه الجهود نجحت في تجميع مجموعات المعارضة ودمجها في ثلاث مجموعات بعدما كانت 27 مجموعة تتبنى 27 أجندة مختلفة في خطوة من شأنها تسهيل عملية التفاوض حول التسوية المنشودة، وشدد على أن"الاجتماعات التي جرت في جوبا في جنوب السودان كانت بعلم من رئيس الجمهورية السوداني". إلى ذلك، التقى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى نائب الرئيس السوداني. وقال موسى، في تصريح عقب اللقاء، إن المحادثات تناولت الاستثمار في جنوب السودان.