تعهدت الصينوالولاياتالمتحدة أمس دعم صادراتهما إلى أسواق الاقتصادات الناشئة بتخصيص 20 بليون دولار لها، ورفضتا أي إجراءات حمائية في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، وذلك خلال آخر محادثات رفيعة المستوى تجرى بين البلدين قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش. وقال وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون في اختتام الدورة الخامسة من"الحوار الاقتصادي الاستراتيجي"الثنائي"ان الميول الحمائية تزداد في حقبات التباطؤ... كررنا التزامنا مكافحة الحمائية لأن من مصلحة شعبينا اعتماد تجارة واستثمارات مفتوحة". وسعيا منهما الى تسهيل المبادلات في ظل أزمة المال الحالية، قررت بكين وواشنطن ان يرصد مصرفاهما المعنيان بالاستيراد والتصدير مبلغاً إضافياً من الاعتمادات التجارية قدره 20 بليون دولار تؤمن المؤسسة الأميركية 12 بليوناً منها والمؤسسة الصينية ثمانية بلايين، بهدف دعم حركة التصدير إلى الأسواق الناشئة. وقال بولسون ان الولاياتالمتحدةوالصين تتوقعان ان"تؤدي هذه الجهود إلى تمويل إجمالي للصادرات يصل إلى 38 بليون دولار في السنة"إذ ستشجع على خطوات مماثلة. ويرى الطرفان ان الإجراءات الجديدة تدعم النمو العالمي وأوضحت وزارة الخزانة ان أزمة التمويل التجاري يمكن ان"تعيق في شكل فوري الإنتاج الاقتصادي والتوظيف من خلال خفض التدفق التجاري والحد من التمويل لسلع التجهيز الضرورية لنمو الاقتصاد العالمي". وفي سياق المساعي لتحرير المبادلات التجارية، دعا الطرفان مراراً خلال اجتماعاتهما التي استمرت يومين، إلى إنهاء دورة مفاوضات الدوحة في إطار منظمة التجارة العالمية. وقال نائب رئيس الوزراء الصيني وانغ كيشان أول من أمس ان"قيام نظام تجاري تعددي مفتوح وعادل يشجع التنمية السليمة للاقتصاد العالمي ويكون في مصلحة الجميع". وأضاف أمس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بولسون:"نعتقد انه في مواجهة التحديات الحالية، علينا ان نتصدى بحزم للحمائية ونشجع على استئناف سريع لمفاوضات الدوحة". وإذا كانت أزمة الاقتصاد العالمية تصدرت الحوار الاقتصادي والاستراتيجي، إلا ان الطرفين بحثا أيضاً مسائل ثنائية مثل سعر صرف العملة الصينية بخاصة تجاه الدولار، ووقعا اتفاقات شراكة في مجال البيئة والطاقة النظيفة واتفقا على أن تعتمد الصين إجراءات جديدة لفتح نظامها المالي مثل السماح للمصارف الأجنبية العاملة فيها من الوصول إلى سوق السندات بين المصارف. غير ان الاجتماعات انتهت من دون ان يعرف ما إذا كان الحوار الذي بدأه الرئيسان جورج بوش وهو جينتاو عام 2006 سيستمر. وأمل وانغ كيشان:"في مواصلة حوار عملي وصادق مع الإدارة الجديدة في الولاياتالمتحدة". ولفت إلى"ان البلدين تمكنا خلال السنوات الثلاثين الماضية، منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصينوالولاياتالمتحدة، من زيادة تلاقي المصالح بينهما واصبحا مترابطين". وأكد بولسون ان"العلاقات الصينية الأميركية ستبقى غاية في الأهمية بالنسبة الى اقتصادينا والاقتصاد العالمي". نشر في العدد: 16682 ت.م: 06-12-2008 ص: 20 ط: الرياض