كريات الدم البيض هي الحارس الأمين للجسم، إذ إن وظيفتها الرئيسة هي محاربة الميكروبات والأجسام الغريبة التي تفكر في غزو الجسم، أيضاً تهاجم هذه الكريات أي نسيج أو جسم غريب يزرع في الجسم. ولدى كريات الدم البيض أكثر من طريقة لمواجهة العدوان، مثل إفراز مركبات معينة تعرف بمضادات الأجسام، أو نصب كمين تطوّق به المعتدي، أو بكل بساطة إبادة الغازي عن بكرة أبيه. يجري تعداد كريات الدم البيض في شكل روتيني كجزء من تعداد الدم العام. ان قطرة واحدة من الدم تحوي ما بين 7500 و30 ألفاً من الكريات البيض، وتبلغ القيمة الطبيعية لكريات الدم البيض لدى البالغين بين 5000 و 10 آلاف كرية في الميلليمتر المكعب الواحد من الدم، وفي الأطفال الذين لم يبلغوا السنتين بين 6200 الى 17 ألفاً، وعند حديثي الولادة بين 9 آلاف و 30 ألفاً. وفي حال الإصابة ببعض الأمراض يرتفع العدد وفقاً لطبيعة المرض. ان النسب أقل من 2500 أو أعلى من 30 ألفاً تعتبر غير طبيعية. عند تعداد كريات الدم البيض يقوم المحلل المخبري بحساب العدد الكلي للكريات في الميلليمتر المكعب الواحد، إضافة الى إجراء آخر هو حساب أنواع الكريات كل على حدة لأهداف تشخيصية وعلاجية، وهناك خمسة أنواع من الكريات البيض، هي: - كثيرات النوى، وتبلغ نسبتها من 47 الى 77 في المئة من التعداد الكلي لكريات الدم البيض. يتم إنتاج كثيرات النوى من أسبوع الى أسبوعين وتوجد في دوران الدم لمدة 6 ساعات فقط، أما وظيفتها الأساسية فهي قتل الميكروبات وهضمها. - اللمفاويات، وتبلغ نسبتها من 16 الى 43 في المئة. وتقسم الى نوعين: الخلايا ت والخلايا ب، الأولى مسؤولة عن المناعة الخلوية، والثانية عن المناعة الخلطية. والوظيفة الفعلية للمفاويات هي مقاومة العدوى الجرثومية المزمنة والعدوى الفيروسية الحادة. - وحيدات النوى، ونسبتها من 1 الى 10 في المئة. الوحيدات هي خلايا بالغة تشبه وظيفتها تلك التي في كثيرات النوى، إلا انه يتم إنتاجها في شكل أسرع وتقيم فترة أطول في الدوران الدموي. - كريات محبة للأيوزين، ونسبتها من 0.3 الى 7 في المئة. وتتداخل هذه في التفاعلات التحسسية وفي العدوى بالطفيليات. - كريات قلوية، ونسبتها من 0.3 الى 2 في المئة، وتشبه وظيفتها وظيفة الكريات المحبة للأيوزين. أما عن أسباب زيادة كريات الدم البيض فهي: العدوى الميكروبية، الرضوض، ابيضاضات الدم لوكيميا الشديدة، النخور النسيجية، الالتهابات، بعض الأدوية، الجلطة القلبية، تشمع الكبد والحروق الجلدية. في المقابل يشاهد نقص كريات الدم البيض في الأحوال الآتية: قصور النخاع العظمي. العوز الغذائي. آفات المناعة الذاتية. الإنسمامات الدوائية. المعالجة الشعاعية. بعض حالات العدوى مثل الملاريا والتيفوئيد والفيروسات. بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية وأدوية الغدة الدرقية وأدوية السرطان. هناك بعض العوامل التي تؤثر في تعداد كريات الدم البيض، وهي: الأكل والنشاط الفيزيائي والشدة، والأشخاص الذين تعرضوا لاستئصال الطحال، والحمل في الشهر الأخير والولادة. نشر في العدد: 16705 ت.م: 29-12-2008 ص: 25 ط: الرياض