واصلت إسرائيل أمس لليوم الرابع على التوالي قصف قطاع غزة بعشرات الصواريخ، ليرتفع عدد المواقع والمنازل والمنشآت والممتلكات المدنية التي قصفت إلى أكثر من 400، فيما يقترب عدد الشهداء أيضا من 400، والجرحى من 2000. ولم توقف هذه الغارات إطلاق الصواريخ على البلدات والمدن والمستوطنات اليهودية المحيطة بقطاع غزة، فسقط أمس وليل الاثنين - الثلثاء عشرات منها، ما أدى الى مقتل جندي إسرائيلي وجرح آخر. وحسب مصادر طبية، فإن عشرة شهداء وصلوا إلى مختلف مستشفيات القطاع، جراء الغارات الاسرائيلية المتتالية فجر أمس. وبعد ساعات من إطلاق دفعة صواريخ على سديروت والمجدل عسقلان اشكلون واسدود، شنت إسرائيل أعنف غارة لها على مدينة غزة بعشر طائرات من طراز"اف 16"الأميركية الصنع، استهدفت مجمع الوزارات في غرب المدينة. وألقت الطائرات بحمولتها من القنابل الكبيرة، ما أسفر عن تدمير أبراج الوزارات وعشرات من المباني السكنية المجاورة، وجرح عدد من المواطنين ورجال الإسعاف الذين أصيب معظمهم بدفعة جديدة من الصواريخ أطلقتها هذه الطائرات بعد وصولهم. وهجر آلاف الفلسطينيين منازلهم المجاورة لمبان حكومية أو مقرات شرطية وأمنية في الأيام الماضية، خشية استهدافها، خصوصاً خلال ساعات الليل التي تشن أثناءها الطائرات أعنف غاراتها. و على رغم تساقط الأمطار والبرد القارس خلال هذا الوقت من كل عام، فضّل مئات آلاف الفلسطينيين ترك نوافذ منازلهم مفتوحة خشية تحطمها جراء خلخلة الهواء الناجمة عن شدة انفجار الصواريخ الإسرائيلية. ومساء أمس، شنت الطائرات غارات على عشرات الأنفاق الواقعة أسفل الحدود مع مصر وتربط مدينتي رفح الفلسطينية والمصرية، ويهرّب منها الفلسطينيون بعض السلع والمواد الأساسية اللازمة لتسيير شؤون حياتهم. وقال شهود ل"الحياة"إن طائرات"اف 16"أطلقت أكثر من عشرة صواريخ في غارات عنيفة جداً على الأنفاق. وأضافو أن هذه الصواريخ"ترجّ الأرض رجاً وتخلخلها لردم الأنفاق". وقال التلفزيون الإسرائيلي إن الطيران الحربي قصف المنطقة المذكورة بنحو 12 قنبلة. وجاء القصف بعد ساعات من إعلان السلطات المصرية إغلاق معبر رفح بعد إنذارات اسرائيلية بقصف الشريط الحدودي. وقال ممثل الحكومة المُقالة في المعبر عادل زعرب في تصريح صحافي إن مصر أغلقته بعد إدخال نحو 15 جريحاً، وثلاث شاحنات محمّلة بالمساعدات. وأضاف أن هناك عدداً من الجرحى في حال الخطر ينتظرون العبور. وأشار إلى أن المساعدات"لا تفي بالحاجة". وشنت الطائرات الحربية غارة على منطقة مفتوحة في بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع. ثم عادت وشنّت غارة آخرى على المكان نفسه بعد تجمع الأهالي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة بجروح خطيرة. وقصفت الطائرات أيضاً منزلاً لعائلة عاشور في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ومصنعين للألبان والأجبان تعود ملكيتهما لعائلة دلول، ما ألحق بهما أضراراً جسيمة من دون إصابات. وقصفت الطائرات موقعاً للتدريب يتبع"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع بثلاثة صواريخ، وموقعاً آخر للكتائب في بلدة بيت حانون في شمال القطاع بثلاثة صواريخ أخرى. وأسفرت إحدى الغارات عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفلتان شقيقتان هما لما اربعة أعوام وهيا طلال حمدان 11 عاماً عندما قصفت طائرات إسرائيلية عربة يجرّها حمار كانت الشقيقتان على متنها في بيت حانون. وأطلقت مروحية من طراز"أباتشي"صاروخين على مكتب إعلامي تابع ل"لجان المقاومة الشعبية"قرب المجلس التشريعي غرب مدينة غزة، بعد وقت قصير من إعلان مقتل إسرائيليين قبل منتصف ليل أول من أمس. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن"كتائب القسام"تهديدها في بيان مساء أمس بتوسيع قصفها لإسرائيل. وجاء في البيان:"إذا استمر هذا العدوان، فسنضرب بصواريخنا أماكن أبعد ومدناً أخرى حتى يدرك العدو أن القسام عندما قالت سنوسع بقعة الزيت اللاهب، فإنها تدرك ما تقول وأفعالها تسبق أقوالها وتهديداتها". وأضاف متوجهاً إلى المسؤولين الإسرائيليين:"إذا كنتم قرّرتم أن يستمر هذا العدوان لمدة طويلة، فأنتم بذلك حكمتم بالإعدام على كل سكان المغتصبات والمدن في جنوبفلسطينالمحتلة ووسطها. وإذا قرّرتم الدخول البري إلى القطاع، فستكون أرض غزة لهيباً وبراكين تنفجر في جنودكم". نشر في العدد: 16707 ت.م: 31-12-2008 ص: 15 ط: الرياض