واشنطن، طهران - أ ف ب - نددت الولاياتالمتحدة ب «الوعود الإيرانية الفارغة»، رداً على إعلان طهران استعدادها لوقف إنتاج اليورانيوم الضعيف التخصيب. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، إن العرض الذي قدمه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «أشبه ما يكون بعملية تضليل في الوقت الحاضر». وكان نجاد أعلن في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» أن بلاده مستعدة للتخلي عن إنتاج اليورانيوم الضعيف التخصيب في حال وافقت الدول الغربية على تزويدها به. وقالت نولاند إن «السيد أحمدي نجاد يوزع الكثير من الوعود الفارغة»، وزادت: «يعرف تماماً ما يجب أن يقوم به في حال كان لدى إيران اقتراح جدي. لا بد من تقديمه إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية». على صعيد آخر، أسفت الإدارة الأميركية لإدانة مسؤول إصلاحي إيراني والحكم عليه بالسجن ستة أعوام في بلاده، معتبرة هذا الأمر مؤشراً إلى تصاعد مناخ القمع في ايران. وأعربت نولاند عن «قلق واشنطن في ضوء المعلومات التي تتحدث عن استمرار الحكومة الإيرانية في قمع شعبها»، لافتة إلى أن أدانة النائب السابق محسن أرمين «تثير قلقاً بالغاً». وقارنت بين تصريحات نجاد المؤيدة للحريات و «مواصلة أشكال القمع». ولاحظت أن «حالة محسن أرمين هي مثال جديد بالغ الخطورة على تقييد حرية التعبير والتجمع للإيرانيين من جانب حكومتهم». ونقل موقع «كلمة دوت كوم» المعارض أن أرمين الناطق باسم منظمة «مجاهدي الثورة الإسلامية» «حكم بالسجن ستة أعوام». وحظّرت طهران هذه المنظمة عام 2010 إثر تأييدها ترشح رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي للانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) 2009. إلى ذلك، أعلن نائب حاكم محافظة غيلان (شمال) في تصريح نشرته «وكالة فارس للأنباء»، أن القس الإيراني يوسف ندرخاني لا يواجه عقوبة الإعدام بسبب اعتناقه الدين المسيحي، لكنه أكد للمرة الأولى أن رجل الدين هذا «صهيوني» ارتكب «جنحاً أمنية، وفي نظامنا لا ينفذ حكم الإعدام بأي شخص غيّر ديانته». وستعاد محاكمة ندرخاني بتهمة الارتداد بعدما ألغت المحكمة العليا في تموز (يوليو) الماضي حكما بالإعدام للسبب عينه. وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول إيراني علناً عن هذه القضية التي حملت العواصمالغربية على دعوة طهران إلى التراجع عن شنق هذا القس. وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال محامي ندرخاني، محمد علي دادكاه: «ما قلناه للمحكمة بالضبط هو ما يتعلق بالارتداد». وزاد: «في المقابل، لم يذكر أي شيء عن جنح أمنية خلال المحاكمة. وهذه التهم الجديدة يجب أن تبحث أمام القضاء». وكان ندرخاني (32 سنة) المسلم الذي اعتنق المسيحية في ال19 من عمره وأصبح قساً لطائفة إنجيلية صغيرة تسمى «كنيسة إيران»، اعتقل في تشرين الأول (أكتوبر) 2009 وحكم عليه بالإعدام في أيلول (سبتمبر) 2010 بتهمة الارتداد بموجب الشريعة الإسلامية المطبقة في إيران. إلا أن المحكمة العليا ألغت هذا الحكم في أوائل تموز الماضي، وأحالت القضية إلى محكمة راشت (شمال)، التي يتحدر منها القس، طالبة من المتهم أن «يتوب». وأعادت المحكمة بحث القضية قبل أيام، وأعرب دادكاه عن «تفاؤله» حول الحكم، لكنه أوضح أن القس رفص التخلّي عن إيمانه المسيحي.