يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة سياسية بامتياز، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وعلى جدول الأعمال الموقف اللبناني الرسمي من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ومن دعوة قطر الى عقد قمة عربية طارئة في الدوحة. وعلمت"الحياة"أن جلسة مجلس الوزراء كان مقرراً أن تعقد مساء اليوم في السراي الكبيرة برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، لكن المشاورات التي جرت بين الأخير والرئيس سليمان والوزراء، انتهت الى نقل الجلسة الى القصر الجمهوري في بعبدا على ان تعقد صباح اليوم. وبحسب المعلومات فإن لبنان الذي سيشارك في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي يعقد غداً في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة ممثلاً بوزير الخارجية فوزي صلوخ، بقي على اتصال مفتوح مع دعدد من القادة والمسؤولين العرب للتشاور معه في شأن الموقف من دعوة قطر الى قمة طارئة تخصص لاتخاذ موقف موحد من العدوان الإسرائيلي على غزة. وفي هذا السياق قالت مصادر وزارية ل"الحياة"بأن لبنان الحريص على التضامن العربي، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق، يحاذر في المقابل الدخول كطرف في الانقسامات العربية أو في سياسة المحاور لما سيكون لها من تداعيات على الوضع الداخلي يمكن أن تفتح الباب أمام استخدامه ساحة لتصفية الحسابات العربية، وهذا ما يتعارض مع التوجه اللبناني العام بضرورة حماية السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار العام في البلد. وأكدت المصادر نفسها أن حملات التضامن الواسعة التي انطلقت في عدد من المناطق اللبنانية وبيروت مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة تأخذ في الاعتبار قطع الطريق على من يحاول تهديد التهدئة، خصوصاً أن الفصائل الفلسطينية أكانت منتمية الى منظمة التحرير أم الى"قوى التحالف"تبدي تجاوباً في تقديرها لحساسية الوضع الداخلي وعدم القيام بخطوات متسرعة أو عفوية يمكن أن تنعكس سلباً على الاستقرار. ولفتت الى أن كل طرف بادر الى التعبير عن موقفه الذي لا يلزم الحكومة ولا الآخرين به، وقالت إن جلسة اليوم ستؤدي الى رسم السقف الذي يفترض ان يتحرك تحته جميع القوى السياسية التي أجمعت على عدم استخدام الجنوب ورقة في الرد على العدوان. ويقضي المخرج، بموافقة مجلس الوزراء على الإجازة للهيئة العليا للإغاثة الاستدانة من مصرف لبنان ليكون في مقدورها صرف بقية التعويضات من جهة وفي تحرير المبلغ المالي من أصل الهبة السعودية المودع حالياً كوديعة في المصرف المركزي، على ان يصار لاحقاً الى إعداد مشروع قانون يؤمن الحل المنشود. الى ذلك ناقش سليمان مع السفير الفرنسي لدى لبنان اندريه باران، في تحضيرات زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المرتقبة للبنان في 6 كانون الثاني يناير المقبل.