طغى الجدل حول قضية إقالة رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني على جلسة البرلمان العراقي أمس، بعدما قرر البرلمان إرجاء التصويت لمصلحة قرار يخول الحكومة سحب القوات غير الأميركية من البلاد بعد انتهاء التفويض الدولي لها مطلع العام المقبل. كما فشل اجتماع قادة الكتل البرلمانية على هامش الجلسة التي أُجلت هي الأخرى في الاتفاق على إقالة المشهداني من منصبه. وكان من المقرر أن يناقش مجلس النواب أمس مشروع قرار يخول الحكومة العراقية تنظيم انسحاب القوات الأجنبية غير الأميركية من العراق نهاية تموز يوليو من العام المقبل بعدما صوت المجلس السبت الماضي لمصلحة رفض مشروع قانون قدمه مجلس الوزراء لسحب القوات البريطانية والاسترالية وغيرها من قوات حلف شمال الأطلسي الناتو. وقال رئيس كتلة"القائمة العراقية"في البرلمان الشيخ جمال البطيخ إن"أزمة بين النواب ورئيس المجلس محمود المشهداني أدت الى تأخير التصويت على قرار سحب القوات الاجنبية غير الاميركية". وبدأت جلسة طارئة ترأسها المشهداني للتصويت على مطلب 54 نائباً طالبوا بإقالة المشهداني، وفقاً للمصدر. وأوضح النائب البطيخ أن"التواقيع جمعها التحالف الكردستاني 53 نائباً والائتلاف الشيعي الموحد 85 نائباً". واستمرت الجلسة اكثر من ساعة وشهدت جدلاً حاداً بين المشهداني وعدد من النواب. وقال المشهداني اثر جدل حاد مع النائب فؤاد معصوم من"التحالف الكردستاني":"ليس أنتم الأكراد من يقرر مصيري في بغداد، عودوا الى اربيل"، في اشارة الى اقليم كردستان. كما قال للنائب مثال الألوسي الذي زار اسرائيل:"أنت لا تمثل العرب السنة، أنت تمثل اسرائيل". وبعد الجدل الحاد، أعلن المشهداني تأجيل اعمال الجلسة الى اليوم الثلثاء. وكانت مصادر برلمانية أعلنت أن المجلس سيبدأ عطلة لأسبوع تبدأ اليوم الثلثاء. وكشف النائب عن كتلة"الائتلاف"الشيعية عباس البياتي اتفاق الكتل النيابية الرئيسة على صيغة قرار يسمح للقوات الأجنبية ومن بينها البريطانية باستمرار عملها في العراق لسبعة شهور مقبلة. ولفت إلى أن مشروع القرار يتضمن التأكيد على انسحاب القوات الأجنبية عدا الأميركية من البلاد في حلول 31 تموز عام 2009، وتخويل الحكومة التوصل إلى ترتيبات لتنظيم إنهاء الوجود الموقت لهذه القوات حتى انسحابها. لكن جلسة صباح أمس أُرجئت بسبب اصرار كتلتي"الائتلاف"الشيعية و"التحالف الكردستاني"على اقالة رئيس البرلمان محمود المشهداني من منصبه قبل الدخول الى قاعة البرلمان. وأخفق الاجتماع الذي عقد في القاعة الدستورية في قصر المؤتمرات لقادة الكتل في التوصل الى حل في هذا الشأن. ولم ينفع دخول محمود المشهداني الى قاعة البرلمان في اقناع النواب بالحضور، فظل النصاب غير مكتمل واضطر رئيس مجلس النواب الى رفع الجلسة. لكن الكتل الرئيسية اتفقت على عقد جلسة استثنائية تخصص لاستبدال المشهداني بعد التصويت على اقالته ليل اليوم ذاته. وقال عضو كتلة"الائتلاف"سامي العسكري ل"الحياة":"لم يتم التوصل الى أي حل في هذا الاجتماع بسبب الاختلاف الكبير الحاصل في آراء الكتل". وأضاف"أن مجلس النواب في مأزق حقيقي، وهو اصرار الكتل الرئيسية على رفض دخول البرلمان بوجود المشهداني، فيما علينا حسم مسألة بقاء القوات الاجنبية في العراق خلال أيام قليلة". من جهته، أوضح القيادي في"جبهة التوافق"عمر عبدالستار عضو"الحزب الاسلامي"أن الجبهة طالبت المشهداني بتقديم استقالته"إلا أنه متمسك بمنصبه ولا يعتمد بموقفه هذا على تأييد جبهة التوافق، إنما على مساندة ما يسمى التجمع التنسيقي". وأضاف عبدالستار في تصريح الى"الحياة"أن"في إمكان الكتل التصويت على إقالة المشهداني وحينها لن يكون من حق الجبهة ترشيح البديل. ولكن اذا استقال بنفسه، عندها سنرشح رئيساً جديداً لمجلس النواب. لذا طلبنا منه الرضوخ لطلب بقية الاطراف، وخصوصاً أنه كان قدم استقالة شفوية لكنه رجع عنها وقدم اعتذاراً". نشر في العدد: 16699 ت.م: 23-12-2008 ص: 12 ط: الرياض عنوان: الخلاف على إقالة المشهداني يؤجل الاقتراع على ترتيبات انسحاب القوات غير الأميركية