صعدت اسرائيل من هجماتها واعتداءاتها على الفلسطينيين في قطاع غزة أمس، في اليوم الثاني لانقضاء التهدئة، فقتلت فلسطينياً في غارة على شمال القطاع، فيما استشهد فلسطيني آخر متأثراً بجروحه. وردت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة على هذه الاعتداءات، فاستهدفت المستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية المحاذية للقطاع بالصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون، متوعدة بمواصلة الرد والاستعداد لمواجهة أي عملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق في القطاع. وتوعد مئات الفلسطينيين بالثأر لاستشهاد القيادي الميداني في مجموعات"الشهيد أيمن جودة - كتائب شهداء الاقصى"التابعة لحركة"فتح"علي حجازي 24 عاماً في غارة اسرائيلية على بلدة بيت لاهيا شمال القطاع بينما كان يحاول اطلاق صواريخ محلية الصنع في اتجاه بلدة سديروت جنوب اسرائيل. ويعتبر حجازي أول شهيد فلسطيني يسقط بعد انتهاء أمد التهدئة في 19 الجاري ورفض الفصائل تجديدها تلقائياً، خصوصاً أن مصر الراعي الاساسي لها لم تتدخل هذه المرة. وانطلقت الجنازة من منزل عم حجازي وسط مخيم جباليا للاجئين، واطلق مقاتلون من"مجموعات الشهيد أيمن جودة"النار في الهواء وسط ترديد هتافات تدعو الى الانتقام والرد على اسرائيل"بعمليات استشهادية". وقال الناطق باسم"كتائب الاقصى"الملقب ب"ابو ثائر"ان حجازي"اول شهيد بعد انتهاء التهدئة الفاشلة... دماؤه لن تذهب هدرا، والرد قريب، وخياراتنا مفتوحة". شهيد كان يستعد لزفافه غداً وعبرت ام عصام والدة علي حجازي عن صدمتها لمقتل ابنها الذي كان يستعدف لحفلة زفافه غدا، علما انه عنصر من"قوات ال17"التابعة للسلطة الفلسطينية وحولته الصواريخ الاسرائيلية الى اشلاء تناثرت في المكان. وقالت الام التي جلست وسط المنزل وهي محاطة بعدد من النسوة لمواساتها انها كانت تريد ان تفرح بابنها"عريسا... رحل رحمه الله". وأضافت أنها كانت تستعد لشراء"فرشة تخت"للسرير الذي جهزه لزفافه غداً، وانه وزع بطاقات الدعوة على أقاربه وأصدقائه الذين شاركوا في تشييعه أمس بدلاً من المشاركة في زفافه غداً. وارتدت عروسه صابرين 20 عاما الحزينة على فقدان عريسها السواد وجلست مع فتيات ونساء يرددن"بالروح بالدم نفديك يا شهيد". واكتفت صابرين بالقول:"الله يرحمك يا علي"فيما الدموع تنهمر من عينيها. كما استشهد صباح أمس شاب آخر متأثراً بجروح أصيب بها قبل نحو خمسة أعوام عندما قصف الطيران الحربي الاسرائيلي سيارة مدنية وسط مدينة غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشهيد محمد عقيل أبو شمالة من مدينة خان يونس، أصيب في غارة اسرائيلية على شارع الجلاء وسط قطاع غزة قبل خمسة اعوام تسببت له بشلل رباعي، واستشهد اليوم أمس متأثراً بجراحه التي أصيب بها". الى ذلك، شنت طائرات حربية اسرائيلية سلسلة غارات استهدفت مقاومين فلسطينيين أثناء اطلاق صواريخ محلية الصنع شمال القطاع وبعده. وأصيب طفلان فلسطينيان بجروح بشظايا قذيفة مدفعية اسرائيلية أطلقتها دبابة على منطقة قريبة من المنطقة الصناعية"ايرز"شمال القطاع. وقال مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الدكتور معاوية حسنين أن الطفلين اللذين يتراوح عمراهما بين الثالثة والسابعة، أصيبا بجراح فوق المتوسطة. الى ذلك، واصل مقاومون فلسطينيون أمس اطلاق الصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون في اتجاه جنوب اسرائيل. واعلنت"كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"انها"قصفت موقعي اسناد معبر صوفا والاستخبارات العسكريين الصهيونيين شرق رفح جنوب قطاع غزة بست قذائف هاون من عيار 120 مليمترا". وهذه المرة الاولى التي تعلن فيها"حماس"هجمات منذ الاعلان عن نهاية التهدئة صباح الجمعة. وأعلنت"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الاسلامي"أنها اطلقت عدداً من الصواريخ على عدد من الأهداف الاسرائيلية. في الوقت نفسه، أعلنت"كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"كتائب المقاومة الوطنية"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"اطلاق عدد من الصواريخ وقذائف الهاون على أهداف اسرائيلية"ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة". بدوره، دعا الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم الفصائل الى"الرد على هجمات المحتل بكل حزم وقوة، وان تستكمل مشروع التحرر الوطني الذي تسعى من اجل تحقيقه". وقال في تصريح أمس إن"الاصل ان يدفع المغتصبون الصهاينة ثمن حماقات حكومتهم التي تستخدم كل وسائل الارهاب والاجرام ضد شعبنا الفلسطيني". نشر في العدد: 16697 ت.م: 21-12-2008 ص: 13 ط: الرياض