اعتقلت الشرطة التركية أمس، 38 شخصاً للاشتباه في أنهم أعضاء بتنظيم"القاعدة"، وذلك في حملات دهم نفذتها في مدن اسطنبول وأزمير ومانيسا، واعتبرت الأحدث ضمن سلسلة حملات استهدفت مشبوهين في الانتماء الى التنظيم في السنوات القليلة الماضية. وقال قائد الشرطة في اسطنبول جلال الدين جراح في مؤتمر صحافي:"جرى اعتقال 38 شخصاً في عملية استهدفت جماعة يمينية متطرفة نفذت في اسطنبول وأزمير ومانيسا في وقت واحد"، مشيراً الى ان 23 منهم أوقفوا في اسطنبول و"أنه يشتبه بمشاركتهم في 12 عملاً إجرامياً". لكن وسائل إعلام أفادت أن العملية استهدفت عناصر من"القاعدة"التي شنت هجمات عدة بقنابل في الماضي، أهمها عام 2003 حين قتل أكثر من 60 شخصاً في سلسلة تفجيرات استهدفت معبدين يهوديين ومصرفاً بريطانياً ومقر القنصلية البريطانية في اسطنبول. جاء ذلك بعد يومين على احتجاز سلطات الأمن التركية 15 شخصاً يشتبه في أنهم أعضاء من"القاعدة"في اسطنبول. وكان الادعاء التركي اتهم الأربعاء الماضي موقوفين اثنين بالانتماء الى"القاعدة"وتنفيذهما هجوماً على القنصلية الأميركية في اسطنبول في تموز يوليو الماضي أسفر عن مقتل ثلاثة من ضباط الشرطة وثلاثة مهاجمين قادوا سيارة حتى مجمع القنصلية المحاط بجدران عالية، وباشروا إطلاق النار على الشرطة في موقع للحراسة. ويواجه المتهمان احتمال إدانتهما بالسجن مدة تراوح بين سبع سنوات و15 سنة، علماً ان الادعاء أكد ان التحقيقات كشفت عدم وجود صلات بين المهاجمين وجماعات أخرى محظورة في تركيا وبينها منظمة"ارجينكون"التي يحاكم 86 من أعضائها حالياً بتهمة إعداد انقلاب عسكري على حكومة حزب"العدالة والتنمية". على صعيد آخر، ندد الجيش التركي أمس، باعتذار قدمه حوالى مئتي مثقف تركي الى الأرمن عن المجازر التي ارتكبت بحقهم في تركيا في العام 1915، معتبراً ان"عواقبها ستكون ضارة". وقال الجنرال متين غوراك الناطق باسم رئاسة الأركان في الجيش التركي:"نعتقد قطعاً ان ما يجري ليس صائباً. ان الاعتذار خاطئ وسيؤدي الى عواقب ضارة". وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انتقد الاعتذار الذي جاء على شكل عريضة نشرت على شبكة الإنترنت وتتجنب استخدام تعبير"الإبادة"في الإشارة الى ما حصل للأرمن، معتبرة الأمر"كارثة كبرى". نشر في العدد: 16696 ت.م: 20-12-2008 ص: 15 ط: الرياض