أصدرت"محكمة الجزاء الدولية لرواندا"التي تتخذ من العاصمة الرواندية اروشا مقراً لها امس، حكماً لا سابق له قضى بالسجن المؤبد للعقيد السابق في الجيش الرواندي تيونيست باغوسورا باعتباره"العقل المدبر"لأعمال الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا العام 1994، وأدت الى مقتل 800 ألف شخص. وسارعت منظمة"هيومن رايتس ووتش"الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان الى اعتبار الحكم"رسالة قوية الى الطغاة في كل مكان"، مشيرة خصوصاً الى الرئيس السوداني عمر البشير الذي حمّلته مسؤولية الجرائم المرتكبة في إقليم دارفور. وأعلن رئيس المحكمة النروجي اريك موزيس، ان ضابطين سابقين في الجيش الرواندي دينا ب"ارتكاب إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، حُكما بالسجن المؤبد ايضاً، فيما برأت المحكمة ضابطاً سابقاً ثالثاً، و"أمرت بإطلاقه فوراً". راجع ص 7. وأخذ القاضي بإفادة شهود نقلوا عن باغوسورا 67 عاما، وهو من الهوتو، قوله في 1993 اثر تعليق المحادثات الدولية مع متمردي التوتسي في"الجبهة الوطنية الرواندية"، الحاكمة حالياً في كيغالي، انه سيعود الى بلاده"لتحضير الإبادة"، علماً ان المتهم نفى ذلك. وأشار القاضي الى ان باغوسورا الذي كان مدير وزارة الدفاع، سيطر على الشؤون السياسية والعسكرية في البلاد بعد مقتل الرئيس جوفينال هابياريمانا، وهو ايضاً من الهوتو، اثر إسقاط طائرته لدى عودته من محادثات السلام مع متمردي التوتسي. وبعد ساعات على مقتل هابياريمانا، قاد باغوسورا ميليشيات الهوتو في حرب إبادة أدت الى قتل 800 ألف شخص من أقلية التوتسي ومن الهوتو المعتدلين، في عملية استمرت مئة يوم وانتهت بعدما اجتاح متمردون من التوتسي رواندا، انطلاقاً من اوغندا المجاورة، وأخرجوا قوات باغوسورا. نشر في العدد: 16695 ت.م: 19-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض