حكمت ، أخيراً، المحكمة الدولية الجزائية الخاصة برواندا على تيونست باغوسورا بالسجن المؤبد عقوبة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأعمال إبادة وباغوسورا هو العقل المدبر لإبادة رواندا. ودانت محكمة أروشا بتنزانيا ضابطين في القوات المسلحة الرواندية، هما ألويس نتاباكوز وأناتول نسنجيومفا. وفي وسع باغوسورا استئناف الحكم الذي صدر بعد أكثر من 7 أعوام على بدء المحاكمة، في نيسان (أبريل) 2002. وفي ربيع 1994، تولى باغوسورا رئاسة وزارة الدفاع في كيغالي. وكان «الفيصل» في الجيش الرواندي. وهو دين باغتيال رئيسة وزراء رواندا، وعشرة جنود من أصحاب القبعات الزرقاء البلجيكيين، ومعارضين سياسيين، والمشاركة في عمليات قتل مدنيين واسعة النطاق في كيغالي. ووقوع المجازر بعد أيام من اغتيال رئيسة الوزراء في نيسان 1994، شرّع الأبواب أمام العنف الدموي والمنفلت من عقاله. وأودت أعمال الإبادة بحياة 800 ألف رواندي جلّهم من قوم التوتسي. وتعثرت مسيرة المحكمة الدولية الجزائية الخاصة برواندا منذ إنشائها. وَسَم البطء عملها، وافتقرت الى الكفاءة والفعالية. وهي، الى اليوم، أصدرت نحو ثلاثين حكماً، وأخلت سبيل ستة متهمين، منهم العميد غراسيان كابيليجي. ويأخذ ناشطون في مؤسسات غير حكومية على المحكمة تلكؤها عن إحقاق العدالة قياساً على المحكمة الجزائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة. فعلى سبيل المثال، تساوت قيمة موازنة المحكمتين المالية. ولكن محكمة يوغوسلافيا السابقة أصدرت ضعفي عدد الأحكام في عدد أعوام مماثل. ويرى عدد من المراقبين أن إدانة باغوسورا بعثت صدقية المحكمة. ويخالفهم كثر في الرأي. فالمحكمة برأت باغوسورا وشركاءه من تهمة «التآمر في سبيل ارتكاب أعمال إبادة جماعية»، ولم تكشف عن سيرورة الإبادة. والحكم لم يكن صارماً فيثني قوى إقليمية مجاورة عن تكرار المأساة الرواندية. ولم تندمل جروح منطقة البحيرات من الإبادة الرواندية بَعد. ولا يزال النزاع ينهش جمهورية الكونغو الديموقراطية. * صحافية، عن «لوتان» السويسرية، 19/12/2009، إعداد منال نحاس