سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس يوسف يعين وزير الداخلية السابق رئيساً للوزراء ... ونور حسين يتجاهله ويعقد اجتماعاً لحكومته في بيداوة . الصومال: "حكومتان" تتنافسان على حكم هش يهدد الإسلاميون بإسقاطه
عيّن الرئيس الصومالي عبدالله يوسف رئيساً جديداً للوزراء، أمس الثلثاء، متجاهلاً قراراً للبرلمان بإعادة تعيين نور حسن حسين المقال، مما يزيد من عمق الخلافات في الحكومة الهشة التي تواجه تقدماً كبيراً للمقاتلين الإسلاميين الذين باتوا يرابطون على أبواب العاصمة مقديشو بعد سنتين فقط من طردهم منها. ورجّح محللون تدهور الأزمة السياسية أكثر، مشيرين إلى مخاطر من أن المعسكرات السياسية المتصارعة يمكن أن تحيي ميليشياتها وتعيد حربها إلى الشوارع. وقال الرئيس يوسف إنه اختار وزير الداخلية السابق محمد محمود غوليد رئيساً للوزراء نظراً إلى أن البرلمان اتخذ"القرار الخاطئ"أول من أمس بدعم الرجل الذي أقاله يوم الأحد. وقال يوسف خلال مراسم عامة في بيداوة 250 كيلومتراً شمال غربي مقديشو حيث مقر البرلمان الانتقالي الصومالي:"لم تكن للبلاد حكومة تعمل، لذا عيّنت رئيساً جديداً للوزراء". ولا يمكن للرئيس، بحسب ميثاق الحكومة الفيديرالية الانتقالية، اقالة رئيس الوزراء من دون موافقة البرلمان. وتجاهل حسين قرار الرئيس الصومالي وعقد اجتماعاً لمجلس وزرائه الجديد في فندق في بيداوة ليرسّخ الانقسام في الحكومة بقيادة إدارة موازية على ما يبدو. والمؤسسات الصومالية مشلولة منذ أسابيع بسبب خلافات بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء المقال، فيما يحقق المتمردون الإسلاميون تقدماً في البلاد وباتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من الجنوب ويتمركزون في مناطق قريبة من مقديشو. ويختلف المسؤولان في شكل اساسي حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها حيال المعارضة الاسلامية التي أُطيحت من مقديشو بمساعدة القوات الإثيوبية في نهاية 2006 ومطلع 2007. وأعلنت إثيوبيا في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي انسحاباً كاملاً لقواتها من الصومال بحلول مطلع 2009. وحض الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي الزعماء الحكوميين المتصارعين على انهاء خلافاتهم والتركيز على تحقيق السلام في البلاد الواقعة في منطقة القرن الافريقي. وقالت كينيا أمس إنها لا تعترف برئيس الوزراء الجديد واتهمت يوسف بتصعيد مشكلات الصومال. وكانت كينيا استضافت محادثات تشكيل الحكومة الانتقالية. وقال وزير الخارجية الكيني موسى ويتانغولا في مؤتمر صحافي:"إذا واصل الزعماء الصوماليون تعريض عملية السلام للخطر ستفرض كينيا عقوبات". وأضاف أن كينيا والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا ايغاد، وهي الهيئة الاقليمية التي تقود عملية احلال السلام، تجمعان بيانات حول موعد فرض عقوبات مثل الغاء تأشيرات وتجميد أصول وفرض قيود على السفر. ونقلت وكالة أسوشييتد برس من نيروبي عن ويتانغولا توجيهه انتقادات شديدة الى الرئيس الصومالي يوسف واتهامه إياه بأنه عقبة أمام السلام. وذكرت الوكالة أن العقوبات التي ستفرضها كينيا على الأطراف الصومالية، تشمل أفراد عائلة الرئيس يوسف. ونقلت عن الوزير الكيني أن بلاده لا تعترف سوى بشرعية رئيس الوزراء الصومالي المقال نور حسن حسين عدي. نشر في العدد: 16693 ت.م: 17-12-2008 ص: 12 ط: الرياض