رشحت مواقع عربية واسلامية صورة الرئيس الاميركي جورج بوش وهو يحاول اتقاء فردتي حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي لتصبح لقطة العام. فالمتابعة والتعليقات والنكات التي حظي بها الحدث اكدت هذا المعنى بكل وضوح، فضلاً عن انها كشفت كمية الكره الذي يحمله الناس في هذه المنطقة للرئيس بوش وسياسته، فالاحتفاء بتصرف الصحافي الشاب كان استفتاء شعبياً غير مسبوق. إفلات الرئيس جورج بوش من قذيفة الحذاء المزدوجة، لا تعني ان الصحافي العراقي منتظر الزيدي اخطأ الهدف. فقذف الرئيس ب"القندرة"لم يكن بقصد جرحه أو قتله، بل إهانته. وهذه الأخيرة تمت على خير ما يرام. كان المقصود ان ترتبط آخر زيارة لزعيم الغزو الاميركي للعراق بهذه الإهانة. وكان المطلوب ان تفهم الادارة الجديدة ان الاتفاق الأمني لا يستحق سوى قذفه ب"الجزمة"، ناهيك عن ان المشهد فضح الدعاية الكاذبة التي يمارسها السياسيون الاميركيون والعراقيون لتسويق اتفاق الإذعان وتكريس الاحتلال. ولك ان تتخيل مشاعر الشعب الاميركي وهو يرى الطريقة التي تم فيها وداع الرئيس بوش، وفي قاعة تعج بالصحافيين والسياسيين ونخبة المجتمع العراقي. كان المشهد نهاية مزرية لحقبة مزرية. الصحافي العراقي منتظر الزيدي دشن"انتفاضة الجزم"، ولهذا لن يسمح للصحافيين العرب مستقبلاً حضور المؤتمرات الصحافية والمناسبات الرسمية وهم ينتعلون جزمهم، خشية تكرار ما حدث. وفي بيان غير مؤكد، وغير معروف المصدر ومشكوك في تفاصيله، ان الجامعة العربية أوصت بعقد المؤتمرات الصحافية للزعماء والسياسيين وضيوف المنطقة من الغربيين في ساحات المساجد حتى يتاح لوزارات الاعلام خلع احذية الصحافيين. لكن بعض الصحافيين العراقيين والعرب ارسل برقية الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اعرب فيها عن أسفه لصدور هذا البيان، وطالبه بالتراجع عن التوصية المذكورة، وذكّره بحرمة المساجد، وبأن الصلاة في الخف أو النعلين ليس جائزاً فحسب بل هي الواجب والمؤكد، وهي من السّنن التي ضيّعها المسلمون. وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:"خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في خفافهم ونعالهم صلّوا في خفافكم ونعالكم". واشاد الصحافيون العرب بشجاعة زميلهم العراقي الذي اعطى للخفين قيمة سياسية، مرددين الأرجوزة العراقية:"جانا بوش كما الجزار جاي للمجزرة، يشرف على الذبح وبسره منظره، يا حيف لو... بأيدينا، بس ما بالأيد والرجل غير القندرة"! نشر في العدد: 16692 ت.م: 16-12-2008 ص: 3 ط: الرياض