أعلنت الجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية"أمس أن كلاً منهما ستذهب إلى حوار القاهرة منفردة، وليس ضمن وفد موحد يمثل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، فيما رأت"حركة الجهاد الإسلامي"أن الورقة المصرية للحوار"تجاوزت مشروع المصالحة الفلسطينية لتصبح برنامجاً سياسياً للمرحلة المقبلة". وجاء ذلك في وقت كشف مصدر في حركة"حماس"ل"الحياة"أن الحكومة المُقالة في غزة قررت منع حركة"فتح"من تنظيم أي مهرجانات أو فعاليات لإحياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات التي تصادف يوم افتتاح جلسات الحوار في القاهرة في الحادي عشر من الشهر الجاري. وقال إن"الحكومة قررت منع تنظيم أي فعاليات، سواء كانت في أماكن وصالات مغلقة، أم في ملاعب أو ساحات مفتوحة خشية تكرار وقوع اشتباكات دامية مثلما حصل في العام الماضي"عندما قتلت الشرطة التابعة للحكومة المُقالة عدداً من المواطنين الذين كانوا يحيون ذكرى عرفات. وقال عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية"عضو وفدها إلى حوار القاهرة الدكتور رباح مهنا إن نائب الأمين العام للجبهة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبدالرحيم ملوح سيترأس وفد الجبهة إلى الحوار. وأشار إلى أن أعضاء المكتب السياسي للجبهة النائب خالدة جرار رام الله، وأبو أحمد فؤاد دمشق، وجميل المجدلاوي، وعضو اللجنة المركزية كايد الغول قطاع غزة سيمثلون الجبهة على مائدة الحوار. وأضاف أن"وفد الجبهة سيتوجه إلى القاهرة منفرداً، وليس ضمن وفد من فصائل منظمة التحرير، حتى لا تبدو المنظمة وكأنها في مواجهة حركة حماس، ونظراً إلى وجود تباينات في مواقف فصائل المنظمة"من الورقة المصرية. لكن مهنا الذي يشارك منذ سنوات طويلة في الحوار الداخلي، سواء في غزة أو القاهرة أو دمشق، سعى إلى تطمين الفلسطينيين، قائلاً إن"الفصائل كافة تجمع على إنجاح الحوار الوطني، من خلال الحوار الشامل بين الجميع لإنهاء حال الانقسام، على قاعدة التمسك بالثوابت والمقاومة". ووصف الورقة المصرية بأنها"جيدة كأساس للحوار"، مشيراً إلى"وجود ملاحظات على المفاوضات والموضوع السياسي، والمقاومة، ومنظمة التحرير، والتمثيل النسبي في الانتخابات التشريعية وغيرها، وأهداف تشكيل الحكومة". من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية ل"الجبهة الديموقراطية"صالح ناصر إن الجبهة تعمل من أجل إنجاح حوار القاهرة. وأكد أن"وفد الجبهة لن يتوجه إلى القاهرة في إطار منظمة التحرير، بل منفرداً وبروح إيجابية"، مشدداً على أن حوار القاهرة"هو حوار وطني فلسطيني شامل لكل القوى والفصائل الفلسطينية، وأن وفد كل فصيل منها ذاهب وحده إلى القاهرة، وليس تحت إطار منظمة التحرير، لأن الحوار ليس بين طرفين، وفد من حماس ووفد من منظمة التحرير". ولفت ناصر إلى أن"الجبهة ستسعى جاهدة إلى إنهاء حال الانقسام الفلسطيني، والعمل على إعادة اللحمة الوطنية التي هي السبيل الوحيد لاستعادة حقوقنا"، معتبراً أن"فشل الحوار ستكون له آثار سلبية كبيرة على الشعب والقضية الفلسطينية". وأشار الى أن"وفد الجبهة يتألف من الأمين العام نايف حواتمة وعضوي المكتب السياسي صالح زيدان غزة ومعتصم حمادة دمشق وأعضاء اللجنة صالح ناصر غزة وخالد عطا دمشق"، معتبراً أن تشكيل الوفد"يعكس التزام الجبهة بإنجاح الحوار". من جانبه، أقر نائب الأمين العام لحركة"الجهاد"زياد النخالة بوجود"نقاط اختلاف جوهرية لا يستطيع أحد تجاوزها، أو أنها تتناقض مع البرنامج السياسي لكل من الأطراف المتحاورة في الورقة المصرية". ورأى النخالة المقيم في دمشق الذي سيشارك في جلسات الحوار أن الورقة"تجاوزت كونها مشروع مصالحة، لتصبح برنامجاً سياسياً للمرحلة المقبلة، وهذا بالتأكيد سيكون الأمر الأكثر تعقيداً على طاولة الحوار". وأعرب عن اعتقاده في تصريحات صحافية نقلتها مطبوعة جامعية فلسطينية أمس، أن"حاجة الطرفين إلى الاتفاق وإنجاح الحوار يمكن أن تعطي فرصة كبيرة للنجاح، خصوصاً أن تداعيات الخلاف القائم تزيد الأمور تعقيداً يوماً بعد يوم وتصبح التفاصيل سبباً إضافياً لتعزيز الاختلاف". وقال:"كنا قبل استخدام السلاح، وقبل حال الانقسام التي يمر بها الشعب الفلسطيني، نناقش على جدول أعمالنا دوما القضايا السياسية، لكن أضيف إليها الآن كم هائل من التعقيدات الإنسانية التي يمكن أن تشكل حاجزاً معنوياً كبيراً أمام الجميع لحجب الرؤية الحقيقية والأهداف التي وضعها الشعب الفلسطيني بقواه السياسية... واليوم أصبحت أهدافنا حزبية صغيرة على رغم أهميتها، لكنها ليست الأهداف التي انطلقت من أجلها مسيرة شعبنا". واعتبر أن"إمكانات نجاح الحوار تعتمد على مدى إدراك الجميع بأننا نقاتل في المربع الخطأ، ونختلف على الأولوية الخطأ، ونمارس الفعل الخطأ، وأعتقد أننا ندرك ذلك جميعاً، ولذلك ربما يدفع هذا الفهم الجميع لفعل الصواب هذه المرة، ونتجاوز هذه المرحلة المظلمة، لنخرج للضوء ونناقش قضايانا وهمومنا بمسؤولية أكبر".