انطلق أمس"ملتقى الحوار الثقافي العربي ? الألماني"الذي تقيمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي ويستمر حتى غد الجمعة وتشارك فيه نخبة من الكتاب والمفكرين العرب والألمان إضافة الى مستشرقين ألمان. وألقى كلمة الافتتاح من الجانب الألماني الشاعر هانز آنس بيرغر، ومن الجانب العربي الكاتب الإماراتي محمد المر. ودارت الجلسة الأولى حول"الاستشراق والاستغراب: التحولات والسجالات". وقدّمت المؤسسة لهذا المحور بالآتي:"اقترن الاستشراق بالكولونيالية، لسببين، الأول انه بدأ مع نزعات التمدد في الغرب بعد ازدهار الثورة الصناعية، والثاني لأنه كان مسبوقاً برحلات استطلاعية، قام بها مغامرون لأسباب شخصية وآخرون بتكليف رسمي، من طراز رحلة ادوارد لين الى مصر ونيبور الى مصر واليمن. وقد يكون كتاب الألماني هيرمان هيسه"رحلة الى الشرق"صورة نموذجية لتجسيد أسباب التوجه الى الشرق. أما الشاعر غوته فقال في قصيدة"الهجرة"عام 1814:"الشمال والغرب والجنوب في قتال، فلتهرب أنت الى الشرق". لهذا ليس من المنطق أن يدرج الاستشراق كله في خانة واحدة وتحت مصنف أيديولوجي واحد، لأن الاستشراق الألماني والروسي على سبيل المثال يفترقان من حيث الدوافع والمنهج عن الاستشراقين الفرنكوفوني والانغلوساكسوني، والاستغراب ليس كله نزعة مضادة لكل ما تفرزه الحضارة الغربية، لهذا فإن بعث الفروق هنا يفرض نفسه كمطلب معرفي وأكاديمي على ثنائية الاستشراق والاستغراب". ترأس هذه الجلسة المفكر فهمي جدعان، وشارك فيها: مطاع صفدي، أدونيس، أودو شتاينباخ، بيتر هاينه. الجلسة الثانية حملت عنوان:"من بيت الحكمة الى ترجم". وقدمت بهذه الأسطر:"لعبت الترجمة دوراً أساسياً في تاريخ الثقافات الإنسانية والعربية منها، وأقدم العرب القدماء على ترجمة التراث اليوناني وتأويله وتطويره والحفاظ عليه، حتى أن الغرب لم يتعرف على جزء كبير من تراثه إلا من خلال العرب. ويكفي أن نذكّر في هذا السياق بالدور الذي اضطلعت به بغداد والمدن الأندلسية. لقد كان انفتاحاً بلا عقد نقص، ورغبة في التعرف على الآخر واحتضانه والتعلم منه والبناء على ثقافته، وكان للترجمة دور كبير في خلق حراك ثقافي كبير داخل المجتمعات العربية، فظهرت مدارس كبيرة دينية وفكرية وأدبية، بل كان للترجمة تأثير كبير في إغناء اللغة العربية وتحويلها الى لغة علم، بعد أن ظلت لقرون طويلة لغة شعر فقط". ترأست هذه الجلسة ليزلي ترامونتيني، وشارك فيها: جلال أمين، الطاهر لبيب، شهاب غانم، هانز آنس بيرغر، أنغليكا تويفيرت. الجلسة الثالثة عنوانها"من سرق هيغل؟ تأثير التغيرات السياسية في العالم على الثقافة"وفي التقديم:"على رغم محاولات الاستدراك التي قام بها فوكوياما لنهاية التاريخ، إلا أن هذا الاستدراك لا يطاول جوهر المسألة، وهذا ما تجاوز السياسة في بعدها الإجرائي الى الفلسفة ومنظومة المفاهيم، ما دفع أكاديميين غربيين من مختلف أنحاء القارة الأوروبية الى اتهام فوكوياما بأنه حاول إعادة انتاج هيغل وصياغة هيغيلية جديدة تلبي ما انتهى اليه العالم بعد الحرب الباردة. بدأت هذه الأطروحة مع سقوط جدار برلين وتعاملت مع التاريخ كما لو انه انتهى بالفعل لتبدأ مرحلة ما بعد التاريخ. وهناك من المؤرخين ومنهم ألمان، يرون أن النظام العالمي الجديد بدأ عام 1492 مع سقوط غرناطة واكتشاف العالم الجديد". ترأس الجلسة عبدالخالق عبدالله وشارك فيها: مصطفى ماهر، خيري منصور، فولكر براون، دانييلا دان. أما اليوم الثاني من المؤتمر الذي يصادف اليوم فتدور جلسته الأولى حول"دور المثقف في عالمنا اليوم". ويترأس الجلسة سعيد حارب، ويشارك فيها: فهمي هويدي، جابر عصفور، محمد عابد الجابري، أدولف موشج. والجلسة الثانية عنوانها"حرب اللغات: محنة اللغة الأم في عالم تسيطر عليه الانكليزية"، ويشارك فيها: عبدالله الغذامي، حسام الدين الخطيب، ميخائيل كروغر، إيلمان راكوزا ويديرها سليمان الهتلان. الجلسة الثالثة بعنوان"حضور التراث العربي في ألمانيا"وتديرها أمل جبوري، ويشارك فيها: كلاوس بيتر هازا، مصطفى ماهر، عبده عبود. نشر في العدد: 16673 ت.م: 27-11-2008 ص: 27 ط: الرياض