أرسلت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أمس، سالم حمدان السائق السابق لزعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن من سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا الى وطنه اليمن، حيث سيقضي الأسابيع القليلة الأخيرة من حكم صدر في حقه بتهمة تقديم دعم مادي للإرهاب. وأعلن البنتاغون في بيان ان"حمدان سيمضي بقية عقوبته في اليمن كجزء من اتفاق التسليم المبرم مع الولاياتالمتحدة". وتنتهي عقوبة حمدان الذي دانته محكمة عسكرية أميركية استثنائية في آب أغسطس الماضي بالسجن خمس سنوات ونصف السنة بتهمة تقديم دعم مادي للإرهاب، فيما أسقطت عنه تهم اخطر بالتآمر وتخطيط هجمات لحساب"القاعدة"، في 27 كانون الأول ديسمبر المقبل. واعتقلت القوات الأميركية حمدان البالغ ال40 من العمر في أفغانستان نهاية عام 2001، ونقل الى سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية عام 2002. وعمل حمدان سابقاً سائقاً لبن لادن وحارسه الشخصي أحياناً, معترفاً بأنه احتاج الى الراتب الشهري للوظيفة والذي قدر بحوالى 200 دولار، لكنه نفى ضلوعه في نشاطات إرهابية. وولد حمدان في مدينة حضرموت باليمن عام 1970، وأصبح يتيماً عندما بلغ التاسعة أو العاشرة من العمر. وتوجه الى صنعاء حين كان في العشرين من العمر بحثاً عن عمل. ويعتقد بأنه تعرف الى بن لادن في مدينة قندهار الأفغانية عام 1996. ويقول جوناثان مالر الذي وضع كتاباً عن سيرة حمدان ان"هذا الشاب الذي لم يعرف بتدينه جنّد للذهاب الى الجهاد عام 1996، واختار الذهاب مع 35 شاباً مسلماً آخرين الى طاجيكستان حيث خاض الناشطون الإسلاميون حرباً ضد الحكومة المدعومة من روسيا. لكن الحكومة الطاجيكية صدت المقاتلين الإسلاميين ودفعتهم في اتجاه الحدود الأفغانية. وبعدما قضوا ستة اشهر في السير عبر الجبال لجأوا الى بن لادن الذي أقام في أفغانستان". وبحسب الادعاء خضع حمدان لتدريب على البنادق والسلاح الأبيض في معسكر تابع للتنظيم، وأرسل أسلحة وذخائر وإمدادات أخرى الى أعضاء القاعدة وشركائهم. وأوضحت الطبيبة النفسية اميلي كرم ان بن لادن عامل حمدان باحترام وسمح له باختيار زوجته التي انجب منها طفلتين،"لكن حمدان لم يحب خطب بن لادن التي اعتبرها مملة". وطعن حمدان بشرعية المحكمة العسكرية الاستثنائية في غوانتانامو التي كان يفترض أن يكون أول متهم يمثل أمامها في 2004، ما أدى في حزيران يونيو 2006 الى تلقي الرئيس جورج بوش صفعة قوية من المحكمة العليا الذي اعتبرت ان الرئيس الأميركي تجاوز حدود صلاحياته بتشكيله هذه المحاكم. وبعدما نزعت المحكمة العليا الغطاء الشرعي عن هذه المحاكم العسكرية لبضعة اشهر، عاد الكونغرس ومنحها شرعيته التي عمد محامو حمدان مرة أخرى الى الطعن بها, لكن من دون نجاح. وخلال جلسات الاستماع التمهيدية للمحاكمة، أكد حمدان انه عانى كثيراً خلال فترة ستة شهور من الاعتقال قضى فيها القسم الأكبر من وقته في عزلة تامة, متحدثاً عن جلسة تحقيق مذلة خضع لها على يد محققة.