يُنتظر أن تُتلى اليوم قائمة اتهامات في حق الرجل في محاكمة"غيابية"، تُعقد في أحد أبرز المعاقل الذكورية، شرق السعودية. ولن يتمكن السعوديون الذكور، أو من ينوب عنهم، من الدفاع عن أنفسهم في"ملتقى مبادرة الطلاق السعودي للحد من العنف ضد المرأة في الطلاق وما بعده"، الذي ترعاه حرم أمير المنطقة الشرقية، الأميرة جواهر بنت نايف في مقر"غرفة الشرقية". وعلى اعتبار أن ما يحدث اليوم هو محاكمة، فإن محاكمةً مبدئيةً، عُقدت قبل يومين في الموقع ذاته، من خلال ندوة"كفى عنفاً ضد المرأة"، لمناسبة"اليوم العالمي ضد عنف المرأة". وشهدت جلسات الندوة هجوماً شرساً، شنته قانونيات وأكاديميات ضد الرجل و"أنظمته"، لم يتمكن خلالها رجل واحد من الدفاع عن بني جلدته، إذ كانت القاعة مخصصة للنساء، لكن إحداهن انبرت للدفاع عن القضاة فقط بعدما استفزتها اللغة المستخدمة حيالهم. وتشارك السعودية غداً، وعلى مدى يومين ضمن 14 دولة عربية، في ورشة العمل الإقليمية الثانية حول دور البرلمانيين في تفعيل اتفاق القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة سيداو، والتي ينظمها في بيروت مركز المرأة في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا إسكوا وشعبة الأممالمتحدة للنهوض بالمرأة. واذا أطلق البعض على الحراك الذي تشهده المنطقة الشرقية في هذه الفترة تحديداً،"أسبوع محاكمة الرجل وتفعيل سبل محاصرته"، رأت أكاديمية وناشطة اجتماعية، طلبت عدم ذكر اسمها، أن الهجوم الذي يتعرض له الذكور"يهدف إلى محاولة تقليص أدوارهم، بل وحتى إلغائها". وقالت:"هناك نماذج سيئة، لا يقتصر وجودها على هذه البلاد، فهي موجودة في المجتمعات كافة. وفي المقابل، هناك نماذج جيدة، قلما يتحدث عنها أحد أو يشير إليها". وأضافت:"نحن أمام إشكالية أدبية في المقام الأول، فمن لديها زوج أو أخ يُحسن معاملتها، لا تُكثر عنه، تخوفاً من الحسد". وتبتسم قائلة:"هذه ليست دعابة، بل واقع تعيشه المرأة السعودية". وزادت:"أما المرأة التي تتعرض للقهر، فهي من يتكلم". وقالت الأكاديمية في معرض تعليقها على الحراك الذي تشهده الساحة السعودية، خصوصا في شأن العنف والطلاق:"الذين يهتمون بهذه القضية، إما أن تكون هناك علاقة تربطهم بالحدث، كأن يقع عليهن ظلمٌ أو على إحدى قريباتهن، أو أن تكون اهتماماتهن ذات توجُّه خارجي". وانتقدت اللواتي"تأسرهن الاتفاقات الدولية، ويجعلونها مشرّعاً لهن". وختمت الباحثة الاجتماعية:"الخطأ الذي نقع فيه هو التعميم الذي نطلقه من خلال حالات لا تعكس الواقع الحقيقي للعلاقة بين الرجل والمرأة"، مشيرة إلى أن"الطلاق يمثّل انتهاء شراكة، ولا يُعد عيباً في حق المرأة، ولا ينبغي أن يصبح كذلك". نشر في العدد: 16671 ت.م: 25-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: الدمام : "محاكمة" غيابية للرجل في ملتقى "الطلاق والعنف"