اكد تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"أوتشا"التابع للأمم المتحدة، استمرار اغلاق كل المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل منذ الخامس من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، ما أدى إلى خفض امدادات السلع الواردة للقطاع، خصوصاً المواد الغذائية الضرورية التي منعت مطلقاً في الفترة من 5 الى 17 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وقال التقرير الذي وزعه المركز الاعلامي للأمم المتحدة في القاهرة أمس إن"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا تعاني من نفاد مخزونها من المواد الغذائية، وعلقت برامج توزيع الغذاء لنحو 750 ألف فلسطيني، لكنها استأنفت نشاطها 17 تشرين الثاني نوفمبر الجاري بعد افتتاح معبر"كريم شالوم"حيث دخلت 21 شاحنة محملة بالمواد الغذائية وتسع شاحنات تجارية. وأوضح أن"اونروا"تعتبر أن معدل مخزونها اقل من متوسط حاجاتها البالغ عددها 15 شاحنة كل يوم لاستمرار العمليات الانسانية بشكل طبيعي، وما زال الوضع دقيقا إذا لم يتم السماح بدخول المزيد من الشاحنات الى القطاع، مشيرا الى أن نحو 60 ألف فلسطيني من مناطق عن غزة يعيشون بلا كهرباء. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعم اول من امس مناشدة وكيله للشؤون الإنسانية بأن تكف إسرائيل عن اجراءاتها التي تكلف المدنيين غالياً في قطاع غزة. وأصدرت الناطقة باسم بان بياناً عكس"قلقه"من الوضع الإنساني و"الأهمية التي يعلقها على قيام إسرائيل فوراً بالسماح بإيصال المساعدة الإنسانية إلى المدنيين في غزة". وأعرب الأمين العام عن"أسفه لعدم تجاوب"إسرائيل مع الدعوات المتكررة لها للكف عن اجراءاتها، وحرص في البيان على"إدانة"اطلاق المتطرفين الفلسطينيين القذائف على الأهداف المدنية الإسرائيلية، ودعا إلى الكف عن هذه الهجمات، وإلى"احترام جميع الأطراف الهدوء - الهدنة الذي سرى مفعوله منذ 19 حزيران يونيو". وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية والاغاثة جان هولمز دعا إسرائيل الى فتح المعابر فوراً إلى غزة، وقال:"إن الاجراءات التي تزيد من معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة ككل غير مقبولة ويجب التوقف عنها فوراً". الحكومة المقالة تحذر من جهة اخرى، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية المقالة امس من خطر توقف اكبر مستشفيات قطاع غزة عن العمل اذا استمر الحصار الاسرائيلي، فيما بدأت المخابز باستخدام القمح المخصص لأعلاف الطيور لتحويله الى دقيق. وطالبت الوزارة"كل مؤسسات حقوق الانسان والمؤسسات الصحية الدولية بضرورة الاسراع لإزالة هذا التهديد". وقال الناطق باسم الوزارة همام نسمان لوكالة"فرانس برس"ان"مجمع الشفاء الطبي ومستشفى غزة الاوروبي، اكبر مستشفيين في غزة، دخلا في ازمة حقيقية تنذر بوقوع كارثة صحية نتيجة تعطل المولدات الكهربائية الرئيسية جراء منع الاحتلال ادخال قطع الغيار". من جهته، قال الطبيب حسن خلف مدير مستشفى الشفاء الطبي ان"الازمة تكمن في تراكمات الحصار. الكهرباء جزء اساسي لاستمرارية الخدمة الصحية". واوضح ان"المولد الرئيسي معطل منذ شهرين، ولا نستطيع ادخال قطع غيار له، ونعتمد على المولد الثانوي الذي تعطل هو الآخر بالامس، ما عرض حياة 30 طفلا في الحضانة الى الموت لولا ان الكهرباء عادت في اللحظة الاخيرة". من جهة ثانية، اعلن رئيس جمعية اصحاب المخابز عبدالناصر العجرمي ان المخابز"بدأت منذ الخميس بطحن القمح الرديء المخصص لاعلاف الطيور والحيوانات وتحويله الى دقيق لتلبية احتاجات السوق". واشار الى ان اكثر من"ثلاثين مخبزا توقفت عن العمل كليا من اصل 47 مخبزا، كما ان ثمانية مخابز من ال17 الباقية تعمل على الكهرباء التي تنقطع باستمرار". ازمة وقود شمال سيناء الى ذلك، قال مسؤولون مصريون امس ان محافظة شمال سيناء تعاني من ازمة وقود بسبب تهريبه الى قطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي. واكد المدير العام لوزارة التموين في هذه المحافظة محمد حسين ان"التهريب الى غزة عبر الانفاق تسبب في نقص حاد في كميات السولار الموجودة في محطات بيع الوقود". واوضح مسؤولون محليون ان العديد من المعدات المستخدمة في الزراعة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود. نشر في العدد: 16669 ت.م: 23-11-2008 ص: 15 ط: الرياض