هاجمت مصر والرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس حركة"حماس"واتهماها بتعطيل الحوار الفلسطيني الذي كان مقرراً عقده في القاهرة"لخدمة أجندة إقليمية". وطالب عباس العرب بإعلان الطرف المسؤول عن عرقلة المصالحة، فيما أعرب مصدر مصري رفيع عن استياء بلاده من"استفزازات حماس". راجع ص 5 وجاءت تصريحات عباس في مناسبة إحياء الذكرى الرابعة لرحيل الزعيم التاريخي ياسر عرفات أمس في أجواء خيم عليها الانقسام الجغرافي والسياسي، إذ اقتصرت الاحتفالات على الضفة الغربية، فيما منعت حكومة"حماس"في غزة أي احتفالات. وقال عباس إن"حماس لا تريد الحوار". وهدد بإجراء استفتاء شعبي على الانتخابات الرئاسية والتشريعية إذا واصلت الحركة رفض اجرائها. وأضاف أن"حماس تعطل الحوار الفلسطيني لمصلحة أجندات إقليمية"، معتبراً أن قادتها أضاعوا فرصة الحوار. وشدد على أنه"ليس لدى السلطة أي معتقل على خلفية الرأي"، وأن المعتقلين لديها هم"إما متورطون في حيازة السلاح أو تهريب الأموال"، وهما أمران يحظرهما القانون الفلسطيني. ورأى أنه ليس طرفاً في الانقسام"اللهم إلا ضد من يهددون الوحدة الوطنية، والسلم الاجتماعي، ونظامنا الديموقراطي". وردت"حماس"على اتهامات عباس، بهجوم شديد اللهجة، متهمة إياه ب"التفريط بالمقاومة والثوابت"و"الارتماء في أحضان المحتل الصهيوني". وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن عباس"يتحدث عن المقاومة ... بينما يعمل على تصفية المقاومة والتفريط في الثوابت التي حوصر وقتل من أجلها ياسر عرفات". وفي القاهرة، أعرب مصدر رفيع عن"استياء مصر الشديد من تراجع حماس وعزوفها عن الانضمام إلى طاولة الحوار الفلسطيني تحت أعذار واهية". وقال ل"الحياة"إن قادة"حماس"يدركون أن"استمرارها في التجاوب والحوار سيقود حتماً إلى تخليها عن السيطرة التي تمارسها حالياً على غزة، وهو الأمر الذي يعلم الجميع بوجود خط أحمر عليه من قبل بعض القوى الإقليمية الداعمة للحركة". وأكد أن"مصر تدرك تماماً أن قرار حماس في مثل هذه الأمور الاستراتيجية ليس فلسطينياً خالصاً، وأن هناك قدرة كبيرة لأطراف غير فلسطينية على التأثير في القرار، رغم وجود كوادر عدة عالية ومتميزة في الحركة كانت تشجع على الحوار وإنهاء القطيعة والتجاوب مع الجهود المصرية، غير أن الأطراف الأخرى كانت لها الكلمة الأخيرة في إجهاض مؤتمر الحوار". لكنه شدد على أن"مصر ستواصل جهودها انطلاقاً من مسؤولية قومية واستجابة للرأي العام المصري". وقال:"على كل الأطراف الفلسطينية، خصوصاً حركة حماس والفصائل الثلاثة التي سارت في ركابها أن تتحمل مسؤوليتها أمام شعبها الذي يطالب بالوحدة ويدعو إلى نبذ الانقسام". نشر في العدد: 16658 ت.م: 12-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض