عاد أهالي البصرة الى استخدام القطار، بعد انقطاع طويل سببه تعرّض خط بغداد الذي أنشئ أوائل القرن الماضي لهجمات مستمرة، فيما لا تخلو الرحلة من مخاطر أمنية ومنغّصات خدمية. وأعلنت الشركة العامة لسكك الحديد في العراق أنها ستستحدث وحدة سيطرة مركزية في بغداد تنظم عمل القطارات في أنحاء البلاد كافة، وستصدر الأوامر الخاصة بالتحرك والتوقف وبشكل إلكتروني. وقال مدير إدارة النقل والتشغيل بسام جبر إن هذه الوحدة ستدخل العمل بداية العام المقبل. وأضاف أن"سكك الحديد في البلاد قديمة ومتخلفة مقارنة بالسكك الموجودة في دول الجوار.. اقتصرت في الوقت السابق على نقل البضائع ولم تتوفر فيها شروط السلامة الأمنية للمسافرين ما دعا الشركة العامة إلى تصميم مشروع متكامل لمدّ سكك حديد جديدة بين محافظة البصرةوبغداد على امتداد اكثر من 500 كلم، وتم إعداد الكشوفات الخاصة بمدّ السكة الجديدة بجوار السكة القديمة التي تكاد تختفي تحت الأرض في بعض المناطق". وأشار جبر الى أن استقرار الوضع الأمني ساعد في الإقبال على السفر بالقطار، وتتم الآن مراقبة حركة القطارات عبر الأقمار الصناعية. وقال مدير سكك البصرة كاظم عبدالواحد إن"القطار المنطلق من البصرة كان سابقا يتوقف في بابل 100 كم جنوببغداد ولا يكمل رحلته إلى بغداد كما هو مقرر في جدول الرحلات بسبب سيطرة بعض الجماعات التي تمارس أنشطة مسلحة في مناطق اللطيفية والإسكندرية والمحمودية، أما الآن فقد تحسنت الحال الأمنية واستطعنا إكمال الرحلات إلى العاصمة". وأضاف ان أسعار تذاكر الرحلات من البصرة إلى بغداد تتراوح بين 7 و15 دولاراً للشخص الواحد مشيرا إلى أن"هذه المبالغ قد لا تتناسب مع الخدمة المقدمة التي نعمل على تطويرها في الفترة المقبلة من خلال حملة الإعمار التي تتضمن إضافة وتغيير 50 عربة قطار". علي عبدالخالق 25 سنة الذي التقته"الحياة"خلال رحلة البصرة - بغداد قال إن القطار يفتقر إلى العديد من الخدمات. وهناك بعض العربات من دون أبواب، ما يشكل خطراً على حياة المسافرين ويؤدي أيضا إلى دخول الأتربة والغبار، مشيرا إلى رداءة الصرف الصحي في دورات المياه. أما مسلم عقيل 31 سنة فتحدث عن عدم الانضباط في مواعيد الانطلاق التي قد تتأخر ساعات في بعض المحطات"لأسباب غالبا ما نجهلها وجميعها تدور في الفلك الامني". وروت علية غريب 50 سنة حكاية أحد الركاب الذي أصيب بعيار ناري أثناء مرور القطار في إحدى المناطق التي شهدت وقتها خلافاً عشائرياً". وقالت كانت السكة تشكل خط تماس بين عشيرتين اختارتا تبادل اطلاق النار خلال مرور القطار الذي يفقد بعض اجزائه، خصوصا النوافذ الزجاجية المقاومة التي رفعت تماما ما ادى الى اصابة احد الركاب ووفاته لاحقاً.