تركز شركة السكك الحديد العراقية مشاريعها الجديدة على ربط خطوطها مع دول الجوار، التي تسير حالياً قاطرات يمكن ان تنقل البضائع والركاب. وعلى هذا الاساس لحظت في مشاريع تطوير خطوط السكك الحديد خصوصاً في ما سيُعرف باسم"الخط القوسي"، وهو خط عملاق، مشاريع تطوير وتأهيل خطوط السكك الحديد مع كل من ايران في الدرجة الاولى ومع سورية وتركيا. ولم تلحظ الشركة اي مشروع لبناء خطوط سكة حديد في اتجاه الكويت، التي تجري دراسات لبناء خط سكة حديد يربط ميناء الشويخ ومنطقة حرة في الكويت ستُبنى خصيصاً لخدمة مشاريع اعادة الاعمار العراقية. كما لم تلحظ الشركة العراقية بناء اي خطوط مع السعودية التي يمكن ان تؤمن للعراق بضائع باسعار منافسة. في حين تتجاهل الشركة امكانات بناء يمكن ان يربط الخطوط العراقية مع ميناء العقبة في الاردن. تعتزم شركة السكك الحديد العراقية تنفيذ"مشروع الشعيبة"في ميناء ام قصر في الجنوب بالتعاون مع شركة"بكتل"الاميركية لتأمين تسيير قطارات البضائع من الميناء الى مختلف المناطق ومن المؤمل انجازه نهاية السنة الجارية. كما بدأت الشركة ببناء خطوط جديدة تربط مدناً عراقية مهمة مع بعضها وبكلفة اجمالية تصل الى 593 مليون دولار. ومن بين هذه المشاريع وضع تصاميم لبناء خطوط جديدة بين محافظاتالعراق كافة سيما بين بغدادومحافظات الشمال. وقال المدير العام ل"شركة السكك الحديد"المهندس سلام جبر سلوم ل"الحياة"ان"هناك نية لتنفيذ خط عملاق أطلقت عليه تسمية الخط القوسي وبكلفة 3.5 بليون دولار يبدأ مساره من بغداد ثم يتجه الى بعقوبة وكركوك واربيل والموصل ويتجه فرع منه من اربيل الى محافظة السليمانية وفرع آخر من بعقوبة الى خانقين حتى الحدود الايرانية بالاضافة الى خط آخر يبدأ من بغداد ويتجه الى الكوت والناصرية ثم الى محافظة البصرة". وشدد على ان الشركة ترغب ايضاً في بناء 1486 منزلاً للعاملين وما يصل الى 35 محطة سكك حديد جديدة في مختلف المناطق. ولفت المهندس سلوم الى ان الشركة قدمت دراسة لربط العراق مع دول الجوار خصوصاً مع ايران عبر خطين الاول من البصرة الى الشلامجة ثم خرم شهر الايرانية ليرتبط مع الشبكة الايرانية. وسينجز الخط نهاية السنة ويبدأ الخط الثاني من خانقين المنذرية الى مدينة خسروي الايرانية بالاضافة الى خط يربط العراق مع سورية وتركيا من خلال تحديث السكك المؤدية الى عاصمتي الدولتين. ولم يُشر سلام الى اي مشاريع لربط العراق مع اي مشاريع محتملة للسكك الحديد في كل من الكويت والسعودية والاردن على رغم انها من دول الجوار. وعن التنسيق بين خطوط السكك الحديد، ذات الاختصاصات المتنوعة، ذكر سلوم"ان خطوط السكك الحديد ستكون على اساس يؤمن نقل البضائع الى مخازن صناعية ونقل المسافرين الى المحطات المركزية"مشيراً إلى ان"الخط الدائري"وطوله 112 كلم وبكلفة 550 مليون دولار، سينجز في وقت قريب وسيشتمل على بناء عدد كبير من المحطات والوحدات الادارية بالاضافة إلى بناء جسرين كبيرين على نهر دجلة في منطقتي التاجي وسلمان باك وبناء مجمعات صناعية ومخازن ومعامل لتصليح القاطرات والعربات والشاحنات وساحات لايوائها وسيرتبط الخط الدائري الاستراتيجي بخطوط السكك الحديد الاخرى. يُذكر ان السكك الحديد العراقية سعت منذ حصولها على الدعم المالي من الدول المانحة الى استبدال خطوطها وآلياتها وعرباتها باخرى حديثة والبدء بتأهيل الخطوط القديمة بالاعتماد على الخبرة العراقية في هذا المجال كما اشترت الشركة عربات مسافرين وأخرى متخصصة بكلفة تصل الى نحو 100 مليون دولار. واشار سلوم الى ان الشركة بصدد التعاقد مع روسيا وفرنسا واوكرانيا لشراء قاطرات ومعداد احتياط وآليات تعزز نشاط هذا القطاع الحيوي.